نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 55 صفحه : 272
البلاء عادتنا العرب ، ورمتنا عن قوس واحدة ، وقطعت عنا السبل حتى ضاع العيال وجهدت الأنفس ، وأصبحنا قد جهدنا وجهد عيالنا ، فقال كعب : أنا ابن الأشرف ، أما والله لقد كنت أخبرك يا بن سلامة أنّ الأمر سيصير إلى ما كنت أقول ، فقال له سلكان : إنّي قد أردت أن تبيعنا طعاما ونرهنك فنوثق لك ، وتحسن في ذلك ، فقال : ترهنوني أبناءكم ، قال : لقد أردت أن تفضحنا ، إنّ معي أصحابا لي على مثل رأيي ، وقد أردت أن أجيئك بهم ، فتبيعهم وتحسن في ذلك ، ونرهنك من الحلقة ما لك فيه وفاء ؛ وأراد سلكان أن لا ينكر السلاح إذا جاءوا بها ، فقال : إنّ في الحلقة الوفاء ، فرجع سلكان إلى أصحابه ، فأخبرهم خبره ، وأمرهم ، فأخذوا السلاح ثم ينطلقون فيجتمعون إليه ، فاجتمعوا عند رسول الله 6.
كتب إليّ أبو بكر الشيروي [١] ، وأخبرني أبو بكر محمّد بن عبد الله بن حبيب عنه ، أنبأنا أبو سعيد الصيرفي ، وأبو بكر الحيري ، قالا : ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب.
ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن محمّد بن النقور ، أنبأنا أبو طاهر الذهبي ، أنبأنا رضوان بن أحمد ، قالا : ثنا أحمد بن عبد الجبّار ، ثنا يونس ، عن ابن إسحاق [٢] ، حدّثني ثور بن زيد المدني عن عكرمة عن ابن عباس قال :
فمشى معهم رسول الله 6 إلى بقيع الغرقد ثم وجههم ، وقال [٣] : «انطلقوا على اسم الله ، اللهمّ اعنهم».
قال العطاردي : كذا قال يونس : «على اسم الله» ، قال : كذا قال ابن إسحاق كما قلت ، فردّ عليه فقال : من العلو فهو رفع لا خفض ، يعني : اسم الله ، قال : ثم رجع إلى إسناده الأول ، قال : ثم رجع رسول الله 6 إلى بيته في ليلة مقمرة ، فأقبلوا حتى انتهوا إلى حصنه ، فهتف به أبو نائلة ، وكان حديث عهد بعرس ، فوثب في ملحفته ، فأخذت امرأته بناحيتها ، وقالت : إنك امرؤ محارب ، وإن صاحب الحرب لا ينزل في مثل هذه الساعة ، فقال أبو نائلة : لو وجدني نائما ما أيقظني : قالت : والله إني لأعرف [٤] في صوته الشر ، فقال لها كعب : لو يدعى الفتى لطعنه لأجاب. [قال :] فنزل ، فتحدث معه ساعة ، وتحدثوا معه ، ثم قالوا : هل لك بابن الأشرف ، إلى أن تماشينا إلى شعب العجوز ، فنتحدث به بقية ليلتنا هذه؟