نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 55 صفحه : 271
قال : وريح الطيب ينضح منه ، قال : فذكروا له ، قال : عندي فلانة وهي من أعطر نساء الناس ، قال : تأذن [١] لي فأشم ، قال : نعم ، قال : فوضع يديه [٢] في رأسه فشمّه ، قال : أعود ، قال : نعم ، فلمّا استمكن من رأسه قال : دونكم ، فضربوه حتى قتلوه [٣][١١٦٩٦].
قال يونس : وحدّثناه ابن وهب عن ابن عيينة بمثله.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، أنبأنا أبو طاهر المخلص ، أنبأنا رضوان بن أحمد ، أنبأنا أحمد بن عبد الجبّار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق [٤] ، حدّثني عبد الله بن المغيث أن رسول الله 6 قال : «من لي بابن الأشرف؟» فقال [٥] محمّد بن مسلمة ـ أخو بني عبد الأشهل ـ : أنا لك به يا رسول الله ، أنا أقتله ، فقال رسول الله 6 : «فافعل إن قدرت على ذلك» ، فرجع محمّد بن مسلمة ، فمكث ثلاثا لا يأكل ولا يشرب إلّا ما تعلق به نفسه ، فذكر ذلك لرسول الله 6 فدعاه فقال : «لم تركت الطعام والشراب؟» فقال : يا رسول الله ، قلت قولا لا أدري هل أفي [٦] لك به أم لا ، فقال 6 : «إنما عليك الجهد» ، فقال : يا رسول الله ، لا بدّ لنا أن نقول ، فقال رسول الله 6 : «قولوا ما بدا لكم ، فأنتم في حلّ من ذلك» ، فاجتمع في قتل كعب بن الأشرف : محمّد بن مسلمة وسلكان ابن سلامة بن وقش ، وهو أبو نائلة ، أحد بني عبد الأشهل ، وكان [٧] أخا كعب من الرضاعة ، وعبّاد بن بشر بن وقش ، أحد بني عبد الأشهل ، والحارث بن أوس بن معاذ أحد بني عبد الأشهل ، وأبو عبس بن جبر ، أحد بني حارثة [٨] ، فقدموا إلى عدو الله كعب بن الأشرف قبل أن يأتوه ، سلكان بن سلامة أبا نائلة ، فجاءه فتحدث معه ساعة ، وتناشدا أشعارا ، وكان أبو نائلة يقول الشعر ، ثم قال : ويحك يا ابن الأشرف ، إني قد جئتك لحاجة أريد أذكرها لك ، فاكتم عليّ [٩] ، فقال : أفعل ، فقال : كان قدوم هذا الرجل ـ يعني رسول الله 6 ـ بلاء من
[٣] عقب ابن الأثير في أسد الغابة ٤ / ٣٣٧ على القول أنه قتل مرحبا اليهودي ، قال : والصحيح الذي عليه أكثر أهل السير والحديث أن علي بن أبي طالب قتل مرحبا.