responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 54  صفحه : 354

قصدي بغضب منك يدوم عليّ ، فو عزتك ما يحسّن ملك إحساني ، ولا تقبّحه إساءتي ، ولا ينقص من خزائنك غنائي ، ولا يزيد فيها فقري ، يا من هو هكذا ، اسمع دعائي وأجب ندائي ، وأقلني عثرتي ، وارحم غربتي ، ووحشتي ، ووحدتي في قبري ، ها أنا ذا يا رب برمتي ، ويأخذ بتلابيبه [ثم][١] يركع ، فقال عبد الملك : حسن والله ، رضي‌الله‌عنه.

قال القاضي : قول محمّد بن الحنفيّة : أسمعني كلاما تكمشت له أي انقبضت ، يقال لما تقبّض [٢] وتشنّج من الفاكهة وغيرها : قد تكمّش ، فهو متكمّش.

وقوله : وذكر أبي بكلام تقمّعت له ، يقال : قد تقمّع الرجل وانقمع إذا انخذل [٣] وانكسر ، وقول عبد الملك للحجّاج : يا لكع ، يريد يا عبد أو يا لئيم. وقوله : وهراوة البقار ؛ يعني عصا الراعي التي يذود بها البقر ، يريد لا تصلح إلّا لأداني الأمور.

وما رواه محمّد بن الحنفيّة من قول أمير المؤمنين 7 في دعائه : ها أنا ذا يا ربّ برمّتي ، العرب تقول : أخذ فلان كذا وكذا برمّته ، يريدون أخذه كله ، واستوفاه ، ولم يغادر شيئا منه ، وكذلك قولهم : أخذه بأسره ، والأسر : القيد [٤] وبه سمي الأسير أسيرا ، وهو الأخيذ [٥] بمعنى المأخوذ ، وكانوا يشدونه بالقدّ إذا أسروه ، فأمّا الرمّة فالحبل البالي كانوا يشدون الأمتعة به ، ومنه قول ذي الرّمّة :

أشعت باقي رمة التقليد [٦]

وقيل : إنّما سمّي ذا الرّمّة لقوله هذا ، وهو غيلان بن عقبة ، وأمّا الرمّة بالكسر فالعظم البالي يقال : رمّ العظم يرم ، وهو رميم ، ومنه قول الشاعر : [٧]

والنيب إن تعرفني رمة خلقا

بعد الممات فإنّي كنت أثّئر [٨]

وهذا من أبيات المعاني ، ومعناه [أن النيب ، وهو جمع ناب ، وهي الناقة المسنة ، قيل


[١] زيادة عن د ، و «ز».

[٢] في الجليس الصالح : «تغضّن» ومثله في «ز» ، ود.

[٣] في د ، و «ز» ، والجليس الصالح : انخزل.

[٤] بالأصل ود : القد ، وفي «ز» : الغد.

[٥] في الجليس الصالح : الآخذ.

[٦] ديوان ذي الرمة ص ١٥٥ وصدره فيه : وغير مرضوخ القفا موتود.

[٧] البيت للبيد ، ديوانه ص ٥٧ (ط. بيروت).

[٨] أثئر : أخذ بالثأر.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 54  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست