responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 52  صفحه : 264

قال : لما مات محمّد بن الحجّاج جزع عليه [١] جزعا شديدا فقال : إذا غسلتموه فآذنوني به ، فأعلموه به ، فدخل البيت ، فنظر إليه ، فقال [٢] :

الآن لمّا كنت أكمل من مشى

وافترّ [٣] نابك عن شباب القارح

وتكاملت فيك المروءة كلّها

وأعنت ذلك بالفعال الصالح؟!

فقيل له : اتّق الله واسترجع ، فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، وقرأ : (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ) الآية [٤].

قال : وأتاه موت محمّد بن يوسف وكان بينهما جمعة فقال :

حسبي حياة الله من كلّ ميّت

وحسبي بقاء الله من كلّ هالك

إذا ما لقيت الله ربي مسلما

فإنّ نجاة النفس فيما هنالك

وجلس للمعزّين يعزونه ، فوضع بين يديه مرآة وولّى الناس ظهره وقعد في مجلسه ، فكان ينظر ما يصنعون ، فدخل الفرزدق ، فلمّا نظر إلى فعل الحجّاج تبسّم ، فلمّا رأى الحجّاج ذلك منه قال : أتضحك وقد هلك المحمّدان؟ فأنشأ الفرزدق يقول [٥] :

لئن جزع الحجّاج ما من مصيبة

تكون لمحزون [٦] أجلّ وأوجعا

من المصطفى والمصطفى من خيارهم

جناحيه [٧] لمّا فارقاه فودّعا

أخ ، كان أغنى أيمن الأرض كلّها

وأغنى [٨] ابنه أمر العراقين أجمعا

جناحا عقاب [٩] فارقاه كلاهما

ولو قطّعا [١٠] من غيره لتضعضعا

سميّا نبيّ الله سماهما به

أب لم يكن عند النوائب أخضعا

وقال الفرزدق أيضا [١١] :


[١] قوله : «جزع عليه» استدرك على هامش د.

[٢] البيتان لزياد الأعجم راجع البيان ٤ / ٥٩ وذيل الأمالي ص ٧ والعقد الفريد ٣ / ٢٨٨.

[٣] افتر نابك أي بدا ولمع.

[٤] سورة البقرة ، الآية : ١٥٦.

[٥] الأبيات في ديوان الفرزدق ١ / ٣٩٧ (ط بيروت) ، والتعازي والمراثي ص ٢٠١ والكامل للمبرد ٢ / ٦٣٣ و ٣ / ١٣٨٨.

[٦] في الديوان : لئن صبر ..... تكون لمرزوء.

[٧] في الديوان :

من ثقاته

خليليه إذ بانا جميعا فودعا.

[٨] في الديوان : أجزى.

[٩] في الديوان : عتيق.

[١٠] في الديوان : كسرا.

[١١] ديوان الفرزدق ١ / ١٦١ والتعازي والمرائي ص ٢٠٣ والكامل للمبرد ٢ / ٦٣٣.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 52  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست