نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 50 صفحه : 16
كامل بن المخارق ، فلمّا نظر إليه الناس رموه بأبصارهم وشغلوا بالنظر إليه عن الاستماع منه ، وفطن بهم حجّار فقطع كلامه ، وقال : يا قوم ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر فيهن نورا ، وجعل الشمس سراجا ، فو الله لما تنظرون منهما على بعدهما أعجب من نظركم إلى هذا ، فاحذروا أن تعود [١] عليكم النفوس بعوائد حكمها [٢] إذا جالت القلوب في غامض فكرها ، أتنظرون إلى جمال يجول عند نضرته ووجه تتحرمه الحادثات بعد حيرته ما هذا ، أنظر المشتاقين؟ أين تذهب بكم الشهوات ، عرّضتكم لمحنة عظيمة على أنكم لا تبلغون منها محبوب نفوسكم ، ومطالبة قلوبكم إلّا بإحدى ثلاث : إما بتوبة يتلقاكم الله بها ، أو عصمة يتغمدكم برحمته فيها أو يطلقكم وما تطلبونها أو تبلغونها فتسخطونه عليكم أما سمعتموه تعالى ذكره يقول : (ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ)[٣] ثم أخذ في كلامه فأحصيت من أحرم في مجلسه ذلك اليوم نيفا على سبعين بين رجل وغلام.
٥٧٨٦ ـ كامل بن مكرم أبو العلاء
سمع محمّد بن مروان البيروتي [٤] ببيروت ، والربيع بن سليمان ، وهلال بن العلاء الرّقّي ، ومحمّد بن يعقوب بن العرحى [٥] ، ومحمّد بن سهل المصّيصي [٦].
أخبرنا أبو جعفر حنبل بن علي بن الحسين بن الحسن [٨] السّجزي [٩] المعروف بالبخاري مناولة ، وقرأ عليّ إسناده ، أنبأنا أبو محمّد أحمد بن محمّد بن أحمد المقرئ ، أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد الشروطي ـ ببست [١٠] ـ أنبأنا أبو حاتم محمّد بن حبان البستي ، أنبأنا كامل بن مكرم ، حدّثنا محمّد بن مروان البيروتي ، حدّثنا أبو مسهر ، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن محمّد بن كعب القرظي في قوله : (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً)[١١] قال : القناعة.