قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأصبهاني [٣] ، أخبرني رضوان ابن أحمد ، عن يوسف بن إبراهيم ، عن إبراهيم بن المهدي قال :
كتب إليّ جعفر بن يحيى وأنا عامل الرشيد على جند [٤] دمشق : قد قدم علينا فليح بن العوراء [٥] فأفسد علينا بأهزاجه وخفيفه كلّ غناء سمعناه قبله ، وأنا محتال لك في تحصيله عندك لنستمتع به كما استمتعنا ، فلم ألبث أن ورد علي فليح بكتاب الرشيد يأمر له بثلاثة آلاف دينار ، فورد عليّ منه رجل ذكرني لقاؤه الناس ، وأخبرني أنه قد ناهز المائة سنة ، فأقام عندي ثلاث سنين ، فأخذ عنه جواريّ كل ما [٦] كان معه من الغناء ، وانتشر بعض أغانيه بدمشق ، قال يوسف : ثم قدم علينا شابّ من المغنّين مع علي بن زيد بن الفرج الحرّاني ، عند مقدم عنبسة ابن إسحاق فسطاط مصر ، يقال له موفق [٧] ، فغناني من غناء فليح :