نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 48 صفحه : 369
دخل بعض الفقهاء على المأمون بالرقّة وهو مع الرشيد فتمثّل :
وهل ينبت الخطي إلّا وشيجه
وتغرس إلّا في منابتها النخل
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين [١] ، حدّثني علي بن سليمان الأخفش ، ومحمّد بن خلف بن المرزبان ، قالا : حدّثنا محمّد بن يزيد النحوي ، حدّثنا الفضل بن مروان قال :
لما دخل إبراهيم بن المهدي على المأمون وقد ظفر به ، كلّمه إبراهيم بكلام كان سعيد ابن العاص كلّم به معاوية بن أبي سفيان في سخطة سخطها عليه واستعطفه [به][٢] وكان المأمون يحفظ الكلام ، فقال له المأمون : هيهات يا إبراهيم! هذا كلام سبقك به فحل بني العاص بن أمية وقارحهم سعيد بن العاص ، وخاطب به معاوية ، فقال له إبراهيم [٣] : مه يا أمير المؤمنين ، وأنت أيضا ، إن غفرت [٤] فقد سبقك فحل بني حرب ، وقارحهم إلى العفو ، فلا تكن حالي في ذلك أبعد من حال سعيد عند معاوية ، فإنك أشرف منه ، وأنا أشرف من سعيد ، أنا أقرب إليك من سعيد إلى معاوية ، وإنّ أعظم الهجنة أن تسبق أمية هاشما إلى مكرمة ، فقال : صدقت يا عمّ [٥] ، وقد عفوت عنك.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، حدّثني أبو الحسين محمّد بن علي بن محمّد بن مخلد الورّاق ، وأبو محمّد الحسن بن محمّد بن الحسن الخلّال ، قالا : حدّثنا أحمد بن عمران ـ زاد الخلّال : الكاتب ـ ثم اتفقا قال : حدّثنا صالح بن محمّد ، حدّثني صدقة بن محمّد ـ يعني ـ أخاه ، حدّثني محمّد بن عبد الله بن عمرو البجلي ، أخبرني عبد الله بن علي بن سالم ، قال : سمعت الفضل بن مروان يقول : علمان نظرت فيهما وأنعمت النظر فلم أرهما يصحّان [٦] : النجوم والسحر [٧].
[١] رواه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني ١٠ / ١٢٤ في أخبار إبراهيم بن المهدي.