قدم دمشق مع المتوكل معادله على جمّازة [٣] ، ثم نزل بالمزّة [٤] ، فلما رحل المتوكل عن دمشق ولاها الفتح بن خاقان ، فاستخلف بعده كلباتكين [٥] التركي وكان أديبا ظريفا ، له شعر حسن ، وكان من السماحة في الغاية ، وكان على خاتم المتوكل ، وقتل معه.
حكى عن المتوكل.
روى عنه : أبو زكريا يحيى بن حكيم الأسلمي شيئا من شعره ، وأبو العباس محمّد بن يزيد المبرّد ، وأحمد بن يزيد المؤدب.
أخبرنا أبو العزّ السلمي ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنبأنا محمّد بن الحسين ، أنبأنا المعافى بن زكريا [٧] ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، أنبأنا محمّد بن القاسم قال :
دخل المعتصم يوما إلى خاقان بن عرطوج [٨] يعوده ، فرأى الفتح ابنه وهو صبي لم يثّغر [٩] ، فمازحه ثم قال : أيما أحسن ، داري أم داركم؟ فقال الفتح : يا سيدي دارنا إذا كنت فيها أحسن ، فقال المعتصم : لا أبرح والله حتى أنثر عليه مائة ألف درهم ، ففعل ذلك.