نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 46 صفحه : 494
الله 6 فلم أسل بالدنيا ، وصحبت أبا بكر ، فلم آتيك بالدنيا ، وصحبت عمر وشرّ أيامي يوم لقيت عمر ، وجعل يبكي ، فقالت امرأته من ناحية البيت : لا تبك يا عمير ، ضعها حيث شئت ، قال : فاطرحي إليّ بعض خلقانك قال : فاطّرحت إليه بعض خلقانها ، فصرّ الدنانير [١] أربعة وخمسة وستة ، فقسمها بين الفقراء ، وابن السبيل حتى قسمها كلّها.
ثم قدم حبيب على عمر فأخبره الخبر ، قال : ما فعلت بالدنانير ، قال : فرّقها كلها ، قال : فلعل على أخي دين ، قال : فاكتبوا إليه حتى يقبل إلينا ، قال : فقدم عمير على عمر ، فسأله ، فقال له : يا عمير ما فعلت الدنانير؟ قال : قدّمتها لنفسي وأقرضتها ربي ، وما كنت أحبّ أن يعلم بها أحد ، قال : يا عبد الله بن عمر ، قم فأرحل له راحلة من تمر الصدقة فأعطها عميرا ، وهات ثوبين فنكسوهما إياه ، قال عمير : أما الثوبين فنقبلهما وأما التّمر فلا حاجة لي فيه ، إنّي تركت عند أهلي صاعا من تمر ، وهو يبلغهم إلى يوم ما. قال : فانصرف عمير إلى منزله ، فلم يلبث إلّا قليلا حتى ظعن في جنازته ، فبلغ ذلك عمر فقال : رحم الله عميرا ، ثم قال لأصحابه : تمنّوا ، فتمنّى كلّ رجل أمنية ، قال عمر : ولكنّي أتمنى أن يكون رجال مثل عمير فأستعين بهم على أمور المسلمين.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل ، نا أبي قال :
زهّاد الأنصار ثلاثة : أبو الدرداء ، وشدّاد بن أوس ، وعمير بن سعد ، وقد كان عمر بن الخطّاب ولّاه حمص.
٥٤٣٢ ـ عمير بن سعيد
ـ ويقال ابن سعد ـ
المازني البصري
قدم على عمر بن عبد العزيز مع أبيه حين شكي [٢] إلى عمر فعزله عن ولاية عمان.