responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 46  صفحه : 493

المهاجرين وبين فقراء المسلمين ، فلو كان عندنا لبلغناك.

قال : فقال : يا عمير جئت تمشي على رجليك ، أما كان منهم رجل يتبرع لك بدابة ، فبئس المسلمون وبئس المعاهدون ، أو ما إني سمعت رسول الله 6 يقول :

«ليلينهم رجال إن هم سكتوا أضاعوهم ، وإن هم تكلموا قتلوهم» [١٠١١٩].

وسمعته يقول : «لتأمرن بالمعروف ولتنهينّ عن المنكر ، أو ليسلطنّ الله عليكم شراركم ، فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم» [١٠١٢٠].

فقال : يا عبد الله بن عمر هات صحيفة نجدد لعمير عهدا ، قال : لا والله لا أعمل لك على شيء أبدا لكم ، قال : لأني لم أنج وما نجوت لأني قلت لرجل من أهل العهد : أخزاك الله ، وقد سمعت رسول الله 6 يقول : «أنا ولي خصم المعاهد واليتيم ، ومن خاصمته خصمته» [١٠١٢١] فما يؤمنني أن يكون محمّدا 6 خصمي يوم القيامة؟ ومن خاصمه خصمه.

قال : فقام عمر وعمير إلى قبر رسول الله 6 ، فقال عمير : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبا بكر ، ما ذا لقيت بعدكما ، اللهمّ ألحقني بصاحبيّ لم أغيّر ، ولم أبدّل ، وجعل يبكي عمر وعمير طويلا ، فقال : يا عمير الحق بأهلك ، ثم قدم على عمر مال من الشام ، قال : فدعا رجلا [١] من أصحابه يقال له حبيب ، فصرّ مائة دينار ، فدفعها إليه ، فقال : ائت بها عميرا ، وأقم ثلاثة أيام ثم ادفعها إليه ، وقل : استعن بها على حاجتك ، قال : وكان منزله من المدينة مسيرة ثلاثة أيام ، وانظر ما طعامه وما شرابه.

قال : فقدم حبيب فإذا هو بفناء بابه يتفلى ، فسلّم عليه ، فقال : إنّ أمير المؤمنين يقرئك السلام ، قال : عليك و7 ، قال : كيف تركت أمير المؤمنين؟ قال : صالحا ، قال : لعلّه يجور في الحكم قال : لا ، قال : فلعلّه يرتشي؟ قال : لا ، قال : فلعلّه وضع السوط في أهل القبلة؟ قال : لا ، إلّا أنه ضرب ابنا له فبلغ به حدا فمات فيها ، قال : اللهمّ اغفر لعمر ، فإنّي لا أعلم إلّا أنه يحبك ويحب رسولك ، ويحب أن يقيم الحدود ، قال : فأقام عنده ثلاثة أيام ، يقدّم إليه كلّ ليلة قرصا بإدامة زيت ، حتى إذا كان اليوم الثالث قال : ارتحل عنا فقد راجعت أهلنا ، إنّما كان عندنا فضل آثرناك به ، قال : فقال : هذه الصرة أرسل بها إليك أمير المؤمنين أن تستعين بها على حاجتك ، قال : هاتها ، فلما قبضها قال عمير : صحبت رسول


[١] في م : رجل ، تصحيف.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 46  صفحه : 493
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست