قال : وأنت يا بن وتيمة؟ قال : عندي أطرف من حديثهما :
أخبرني أبي قال : كنت زميل عامر بن مالك بن جعفر حين أقبل من عند النعمان بن المنذر ، وقد وعده أن ينكحه ابنته ، فأقبلت معه حتى نزل في أهله وأنزلني عنده وزوجته إذ ذاك تماضر بنت خالد بن صخر بن الشريد له منها بنات ، فذكر لها أن قد خطب إليه الملك.
فلما كان بعد ذلك بليال خرج أهل الحاضرة يتمشّون ، ومنهم أبو براء عامر بن مالك فتخلفت وعرفت أن جواري الحي سيبرزون ، فبرزن ، وخرج بنات عامر يتحدّثن.
قال : فإنّي لفي كسر [٥] البيت إذ قالت لهن أمهن : أيتكن خطبة الملك؟ فقالت : أم سهم [٦] أنا والله خطبته ، أنا لينة الظهر ، دقيقة الخصر ، بيضاء النحر ، قالت أم عامر : بل أنا والله خطبة الملك أنا جامعة الشمل ، بينة الفضل ، زوجة الكهل ، أكف روعه ، وأكون شبعه ، وأعطيه طوعه.
قالت دجاجة : لكنني والله ما أنا له بخطبة لا محبّة ، ولا محبّة ، ولابن عم ينصفني أحبّ إلي من ملك يعسفني.
روى أبو بكر بن دريد هذه الحكاية عن أبي حاتم السّجستاني عن أبي عبيدة ، عن يونس ، عن ابن أبي الأنيس السّلمي عن علقمة بن جرير السلمي بمعناها وقال : وقال عن
[١] الأصل : الأعقل ، والمثبت عن م ، وفي الأغاني : الأشكل.