responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 40  صفحه : 225

وعينان ما أوفيت نشزا فتنظرا

بمأقيهما إلّا هما تكفان

فإن قطاة علّقت بجناحها

على كبدي من شدة الخفقان

فو الله ما حدثت سرك صاحبا

نصحا [١] ولا فاهت به الشفتان

سوى أنني قد قلت يوما لصاحبي

ضحىّ وقلوصانا بنا تخدّان

ألا حبذا من حب عفراء ملتقى

نعام وألا لا حيث يلتقيان

قال : وأولها :

ألا يا غرابي دمنة الدار بيننا

أبا لهجر [٢] من عفراء تنتحبان

فإن كان حقا ما تقولان فاذهبا [٣]

بلحمي إلى وكريكما فكلاني

ولا يدرين [٤] الناس ما كان ميتتي

ولا يأكلن الطير ما تذران

فعفراء أصفى الناس عندي مودة

وعفراء عني المعرض المتواني

قال : وكان عروة بن حزام حين خرجت عفراء يلصق خده بحياض النّعم التي كانت ترد عليه إبلها ، فقيل له : مهلا لا تقتل نفسك ألا تتقي الله ، فقال [٥] :

بي اليأس والداء [٦] الهيام شربته [٧]

فإياك عني لا يكن بك ما بيا

قال : فبلغ خبره معاوية ، فقال : لو علمت بخبر هذين الشريفين لجمعت بينهما.

وقد وجدت هذه الرواية من وجه آخر ، وفيها زيادة أن عروة قال لأهله : إنّي إن نظرت إلى عفراء ذهب وجعي ، فخرجوا به حتى نزلوا البلقاء مستخفين ، فكان لا يزال يلمّ بعفراء ينظر إليها ، وكانت عند رجل سيد كثير المال والحاشية ، فبينا عروة يوما بسوق البلقاء إذ لقيه رجل من بني عذرة ، فسأله متى قدم؟ فأخبره ، فلما أمسى الرجل تعشى مع زوج عفراء ، ثم قال : متى قدم هذا الكلب عليكم الذي قد فضحكم؟ قال زوج عفراء : أنت أولى بأن تكون كلبا منه ، ما علمت على عروة إلّا خيرا ، ولا رأيت فتى في العرب أحيا منه ، ولا علمت بمقدمه ، ولو علمت لضممته إلى منزلي ، فلما أصبح غدا ، يستدل عليهم حتى جاءهم ، فقال لهم : انزلتم ولم تروا أن تعلموني منزلكم ، عليّ وعليّ إن كان منزلكم إلّا عندي ، قالوا : نعم نتحول


[١] ذيل امالي القالي ١٦٠ : أخا لي.

[٢] في الشعر والشعراء : دمنة الدار خبرا أبا لبين.

[٣] الشعر والشعراء : فانهضا.

[٤] ذيل الأمالي : ولا يعلمن ... قصتي.

[٥] البيت في الأغاني ٢٤ / ١٦١ ، والشعر والشعراء ص ٣٩٩.

[٦] الشعر والشعراء : أو داء الهيام.

[٧] الأغاني : سقيته.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 40  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست