responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 38  صفحه : 337

تردّى لمولود أنارت بنوره

جميع فجاج الأرض بالشّرق والغرب

وخرّت له الأوثان طرا وأرعدت

قلوب ملوك الأرض طرّا من الرّعب

ونار جميع الفرس باخت وأظلمت

وقد بات شاه الفرس في أعظم الكرب

وصدّت عن الكهّان بالغيب جنّها

فلا مخبر عنهم بحقّ ولا كذب

فيا آل قصيّ ارجعوا عن ضلالكم

وهبّوا إلى الإسلام والمنزل الرّحب

فلما سمعوا ذلك خلصوا نجيّا ، فقال بعضهم لبعض : تصادقوا وليكتم بعضكم على بعض ، فقالوا : أجل ، فقال لهم ورقة بن نوفل : تعلمون والله ما قومكم على دين ، ولقد أخطئوا وتركوا دين إبراهيم ؛ ما حجر تطيفون به ولا يسمع ولا يبصر ، ولا ينفع ولا يضرّ ، يا قوم التمسوا لأنفسكم الدين ، قال : فخرجوا عند ذلك يضربون في الأرض ، ويسألون عن الحنيفية دين إبراهيم 6 ، فأمّا ورقة فتنصّر وقرأ الكتب حتى علم علما ، وأمّا عثمان بن الحويرث فصار إلى قيصر ، فتنصّر وحسنت منزلته عنده ، وأما زيد بن عمرو بن نفيل فأراد الخروج ، فحبس ، ثم إنه خرج بعد ذلك ، فضرب في الأرض حتى بلغ الرّقّة من أرض الجزيرة ، فلقي بها راهبا عالما ، فأخبره بالذي يطلب ، فقال له الراهب : إنّك لتطلب دينا ما تجد من يحملك عليه ، ولكن قد أظلك زمان نبيّ يخرج من بلدك ، يبعث بدين الحنيفية ، فلما قال له ذلك رجع يريد مكة ، فغارت عليه لخم ، فقتلوه ، وأما عبيد الله بن جحش فأقام بمكة حتى بعث النبي 6 ، ثم خرج مع من خرج إلى أرض الحبشة ، فلما صار بها تنصّر وفارق الإسلام ، فكان بها حتى هلك هنالك نصرانيا.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم العلوي ، وأبو الوحش المقرئ عنه ، نا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب ، نا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد ، قال : قال أبو حاتم : قال أبو عبيدة : كان عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزّى تنصّر ، فخرج إلى بلاد الروم وقال :

فلمّا دنونا من مدينة قيصر أحست

نفوس القوم لي بالوساوس

إلّا طرقتنا زينب ابنة خيرنا لذي

حمر غصن من رطيب ويابس

وليس بها أهل الصّيانة والصبى

ولكن بها شماسة بالنواقس

سرت من جفان الغور حتى اهتدت بنا

ونحن نشاوي في أصول الكنائس

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 38  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست