responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 37  صفحه : 486

فقلت لعرسي في الخلاء وصبيتي

أحقّ ترى هذا أم أحلام نائم

قال عبيد الله : قد أصبت ، فأنا من ولد العباس ، وأنا من آل المرار [١] ، فبلغت معاوية ، فقال : لله درّ عبيد الله من أيّ بيضة خرج ، وفي أي عش درج ، عبيد الله معلم الجود ، وهو والله كما قال الحطيئة [٢] :

أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنى

وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدّوا

وإن كانت النّعمى عليهم جزوا بها

وإن أنعموا لا كدّروها ولا كدّوا

قال القاضي في هذا الخبر : وجعل يقطع من أطايبها ، والصواب من مطايبها ، هكذا يقال في اللحم ، والعرب تقول : مطايب الجزور ، وأطائب الفاكهة ، والمطايب من الجمع الذي لا واحد له على منهاج لفظه ، وقياسه مثل ملامح ومشابه وهذا كثير [٣].

وقد حكى الفراء أنه سأل بعض العرب عن الواحد في مطايب الجزور؟ فحكى عنه ما معناه أنه لم يكن عنده فيه شيء يحفظه ، وأنه أخذ يتكلف فيه قولا يستخرجه وجعل يقول : مطيبة وأنه يضحك من هذا من قوله مطيبة.

وقول الحطيئة : أحسنوا البنى ، هكذا رأيته بضم الباء.

وقد حدّثنا محمّد بن يحيى ، نا القاسم بن إسماعيل ، أنا عبيد الله بن محمّد القرشي ، نا الأصمعي قال : أتيت شعبة يوما وعنده حمّاد بن سلمة ، وهما يتكلمان في حديث ، فقال له شعبة : يا أبا سلمة هذا الفتى الذي ذكرته لك ، فقال لي حمّاد بن سلمة : كيف تنشد قول الحطيئة : أولئك قوم ، فابتدأت القصيدة من أولها [٤] :

ألا طرقتنا بعد ما هجعت [٥] هند

وقد سرن خمسا واتلأبّ بنا نجد

إلى أن بلغت البيت :

أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنى

وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدّوا

فقال لي حمّاد بن سلمة : يا بنيّ إنّ العرب تقول بنى يبني بناء في العمران ، وتقول في الشرف : بنا يبنو بنى فأنشد هذا البيت :


[١] يريد : آل آكل المرار ، وهم ملوك اليمن.

[٢] البيتان في ديوان الحطيئة ط بيروت ص ٤١.

[٣] الأصل : «ومذاكير».

[٤] ديوان الحطيئة ط بيروت ص ٣٩.

[٥] الديوان : هجدوا.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 37  صفحه : 486
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست