ثم ذبح الشاة ، وأضرم نارا ، وجعل يقطع من أطايبها ويلقيه على النار ، ثم يناوله عبيد الله ، ويحدثه في خلال ذلك بما يلهيه ، ويضحكه ، حتى إذا أصبح عبيد الله وانجلت السحابة وهمّ بالرحيل قال لقيّمه : ما معك؟ قال : خمسمائة دينار ، قال : ألقها إلى الشيخ ، قال القيّم : جعلت فداك ، إنّ هذا يرضيه عشر ما سميت ، وأنت تأتي معاوية ولا تدري على ما توافقه على ظاهره أم على باطنه ، قال : ويحك ، إنّا نزلنا بهذا وما نملك من الدنيا إلّا هذه الشاة فخرج إلينا [٤] من دنياه كلها وإنما جدنا له ببعض دنيانا فهو أجود منا ، ثم ارتحل فأتى معاوية يقضي [٥] حوائجه ، فلما انصرف وقرب من الأعرابي قال لوكيله : أنظر ما حال صاحبنا ، فعدل [٦] إليه فإذا إبل وحال حسنة وشاء كثير ، فلما بصر الأعرابي بعبيد الله قام إليه فأكبّ على أطرافه يقبلها ، ثم قال : بأبي أنت وأمي ، قد مدحتك وما أدري من أيّ خلق الله أنت ، ثم أنشده الشيخ :