responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 37  صفحه : 485

فقال : والله لأذبحنها ، فذبحها أحسن من اللؤم قالت : إذا والله لا يبقى [١] لبناتك شيئا ، فأخذ العنيزة [٢] وأضجعها وقال :

قرينتي لا توقظي بنيّة

إن توقظيها تنتحب عليّه

وتنزع الشّفرة من يديه

أتقضي [٣] بهذا أو بذا إليّه

ثم ذبح الشاة ، وأضرم نارا ، وجعل يقطع من أطايبها ويلقيه على النار ، ثم يناوله عبيد الله ، ويحدثه في خلال ذلك بما يلهيه ، ويضحكه ، حتى إذا أصبح عبيد الله وانجلت السحابة وهمّ بالرحيل قال لقيّمه : ما معك؟ قال : خمسمائة دينار ، قال : ألقها إلى الشيخ ، قال القيّم : جعلت فداك ، إنّ هذا يرضيه عشر ما سميت ، وأنت تأتي معاوية ولا تدري على ما توافقه على ظاهره أم على باطنه ، قال : ويحك ، إنّا نزلنا بهذا وما نملك من الدنيا إلّا هذه الشاة فخرج إلينا [٤] من دنياه كلها وإنما جدنا له ببعض دنيانا فهو أجود منا ، ثم ارتحل فأتى معاوية يقضي [٥] حوائجه ، فلما انصرف وقرب من الأعرابي قال لوكيله : أنظر ما حال صاحبنا ، فعدل [٦] إليه فإذا إبل وحال حسنة وشاء كثير ، فلما بصر الأعرابي بعبيد الله قام إليه فأكبّ على أطرافه يقبلها ، ثم قال : بأبي أنت وأمي ، قد مدحتك وما أدري من أيّ خلق الله أنت ، ثم أنشده الشيخ :

توسّمته لمّا رأيت مهابة

عليه ، وقلت : المرء من آل هاشم

وإلّا فمن آل المرار وإنهم [٧]

ملوك وأبناء الملوك الأكارم

فقمت إلى عنز بقية أعنز

فأذبحها فعل امرئ غير نادم

فعوّضني منها غناي وإنّما

يساوي لحيم العنز خمس دراهم

أفدت بها ألفا من الشاء حلّبا

وعبدا وأنثى بعد عبد وخادم

مباركة من هاشمي مبارك

خيار بني حواء من نسل آدم

فلله عينا من رأى لعنيرة [٨]

أفادت وراشت بعد عسر قوادمي


[١] الجليس الصالح : تبقي.

[٢] عن الجليس الصالح وبالأصل وم : العنز.

[٣] في الجليس الصالح : أبغض.

[٤] الأصل وم ، وفي الجليس الصالح : لنا.

[٥] الجليس الصالح : فقضى.

[٦] الجليس الصالح : فعوّل.

[٧] في م والجليس الصالح : فإنهم.

[٨] الأصل وم : كعنيزة ، والمثبت عن الجليس الصالح.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 37  صفحه : 485
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست