نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 37 صفحه : 28
أحسن والله ، فقال : هذا ما صنع ، فإذا صنعت أنت به؟ فأخبرته أنّي حكّمته فاحتكم وضمنت له قضاء حوائجه ، فقال لي : أحسنت ودعا بما رأيتم [١] حتى استتم له كما سأل.
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم ، عن أبي الحسن بن السّمسار ، أنا أبو الحسن محمّد بن يوسف البغدادي ، نا الحسن بن رشيق ، نا يموت بن المزرّع [٢] ، نا الرياشي ـ يعني العباس بن الفرج ـ نا الأصمعي ، قال :
كنت عند الرشيد ودعا بعبد الملك بن صالح ، وكان معتقلا في حبسه ، فأقبل يرفل [٣] في قيوده ، فلما مثل بين يديه التفت الرشيد وقد كان يحدث يحيى بن خالد بن برمك وهو يتمثل ببيت عمرو بن معدي كرب الزّبيدي الذي تمثّل به علي بن أبي طالب[٤] :
ثم قال : يا عبد الملك كأنّي والله أنظر إلى شؤبوبها [٦] قد همع [٧] ، وإلى عارضها قد لع وكأني بالوعيد قد أورى نارا ، فأبرز عن براجم [٨] بلا معاصم ، ورءوس بلا غلاصم [٩]. فمهلا مهلا بني هاشم ، فيّ [١٠] ، والله سهّل لكم الوعر ، وصفّى لكم الكدر ، وألقت إليكم الأمور أزمتها [١١] ، فبدار تدرككم [١٢] من حلول داهية أو خبوط باليد والرجل.
فقال عبد الملك : أتكلم [١٣] يا أمير المؤمنين؟ قال : قل ، قال [١٤] : اتّق الله يا أمير المؤمنين فيما ولّاك ، واحفظه [١٥] في رعاياك التي استرعاك ، ولا تجعل الكفر موضع الشكر ، والعقاب بموضع الثواب ، فقد والله سهّلت لك الوعور ، وجمعت على خوفك ورجائك