responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 37  صفحه : 29

الصدور ، وشددت أواخي [١] ملكك بأوثق من ركن يلملم [٢] وكنت كما قال أخو بني جعفر بن كلاب ـ يعني لبيد ـ [٣] :

ومقام ضيّق فرّجته

ببيان [٤] ولسان وجدل

لو يقوم الفيل أو فيّاله

زلّ عن مثل مقامي ورجل [٥]

فأعاده إلى محبسه ، ثم أقبل على جلسائه ، فقال : والله لقد نظرت إلى موضع السيف من عنقه مرارا ، فمنعني من قتله إبقائي على مثله.

قال : فأراد يحيى بن خالد أن يضع من عبد الملك لرضا الرشيد فقال له : يا عبد الملك ـ بعد أن ولّى ـ بلغني أنك حقود.

فقال عبد الملك : أيها الوزير إن كان الحقد هو بقاء الخير والشرّ ، إنّهما لباقيان في قلبي.

فقال الرشيد : تا لله ، ما رأيت أحدا احتج للحقد بأحسن مما احتج به عبد الملك.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا محمّد بن جرير الطبري [٦] ، قال :

ذكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل أن عبد الملك بن صالح كان له ابن يقال له عبد الرّحمن ، كان من رجال الناس ، وكان عبد الملك يكنى به ، وكان لابنه عبد الملك لسان على فأفأة فيه ، فنصب لأبيه [٧] عبد الملك وقمامة فسعيا به إلى الرشيد ، وقالا له : إنّه يطلب الخلافة ، ويطمع فيها ، فأخذه فحبسه عند الفضل بن الربيع ، فذكر أن عبد الملك أدخل على الرشيد حين سخط عليه فقال له الرشيد : أكفرا للنعمة وجحودا لجليل المنّة والتكرمة؟ فقال : يا أمير المؤمنين لقد بؤت إذا بالندم ، وتعرّضت لاستحلال النقم ، وما ذاك إلّا بغي حاسد


[١] الأواخي جمع أخية وآخية : عود يعرض في الحائط ، ويدفن طرفاه فيه ، ويصير وسطه كالعروة تشد إليه الدابة.

[٢] يلملم : جبل من الطائف على ليلتين أو ثلاث.

[٣] ديوان لبيد ط بيروت ص ١٤٧.

[٤] مروج الذهب : بلسان أو بيان أو جدل.

[٥] مروج الذهب : «أو زحل» وفي م : ورحل.

[٦] الخبر في تاريخ الطبري ٨ / ٣٠٢ وما بعدها (حوادث سنة ١٨٧) والكامل في التاريخ بتحقيقنا (حوادث سنة ١٨٧).

[٧] عن م والطبري ، وبالأصل : «ولابنه». وفي ابن الأثير : فسعى بأبيه هو وقمامة كاتب أبيه.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 37  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست