responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 37  صفحه : 137

رسلكما ، أليس ما كان في الإسلام خيرا مما كان في الجاهلية؟ قالا : بلى ، قال : فملكي خير من ملككم ، قال : ثم مشيا معه حتى أتى منزله ، فدخل وأذن لهما ، فقال لهما : إنّ الشاعر يقول :

جاءت لتصرعني فقلت لها ارفقي

وعلى الرفيق من الرفيق ذمام

وقد صحبتماني من حيث رأيتما ، ولكما بذلك عليّ حقّ وذمام ، فإن أحببتما أن ترفعا ما كانت لكم من حاجة الساعة ، وإن أحببتما أن تنصرفا ، فتذاكرا على مهلكما فعلتما ، قالا :

ننصرف يا أمير المؤمنين ، قال : فما رفعنا إليه حاجة إلّا قضاها.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا أبو محمّد المصري ، أنا أحمد بن مروان ، نا ابن قتيبة ، نا عبد الرّحمن ، عن الأصمعي ، عن أبي الزّناد ، قال :

قال عبد الملك بن مروان : ما يسرني أن أحدا من العرب ولدني إلّا عروة بن الورد لقوله [١] :

إنّي امرؤ عافي [٢] إنائي شركة

وأنت أمرؤ عافي [٣] أنائك [٤] واحد

أتهزأ مني أن سمنت وأن ترى

بجسمي مسّ الحقّ [٥] والحقّ جاهد

أقسّم جسمي في جسوم كثيرة

وأحسو قراح الماء والماء بارد

يريد أنه يقسم قوته على أضيافه ، يعني أراد مكانه قسم قوته على أضيافه ، فكأنه قسم جسمه ، لأن اللحم الذي كان ينبته ذلك الطعام صيّره لغيره ، ويحسو ماء القراح في الشتاء ووقت الجدب والضيق ، لأنه يؤثر باللبن أضيافه ، ويجوّع نفسه حتى نحل جسمه ، وهذا شعر شريف المعاني والألفاظ.

وقال آخر في مثله :

إذا ما عملت الزاد فالتمسي له

أكيلا فإنّي غير آكله وحدي

بعيدا قضيا أو قريبا فإنّني

أخاف مذ مات الأحاديث من بعدي

وكيف يشبع المرء زادا وجاره

خفيف المعا بادي الخصاصة والجهد


[١] الأبيات في ديوان عروة بن الورد ط بيروت ص ٢٩.

[٢] الأصل وم : عاف.

[٣] الأصل وم : عاف.

[٤] الأصل وم : أناوك ، والمثبت عن الديوان.

[٥] الديوان : بوجهي شحوب الحق.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 37  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست