نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 34 صفحه : 80
خاء معجمة أبو خازم [١] القاضي عبد الحميد بن عبد العزيز قاضي بغداد وغيرها ، كان عراقي المذهب عفيفا ورعا.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور محمّد بن عبد الملك بن خيرون [٢] ، أنا أبو بكر الخطيب [٣] ، أنا علي بن المحسن ، أنا طلحة بن محمّد بن جعفر ، قال : استقضى المعتضد بالله على الشرقية سنة ثلاث وثمانين ومائتين ، أبا خازم عبد الحميد بن عبد العزيز ، وكان رجلا ديّنا ، ورعا ، عالما بمذهب أهل العراق ، [و][٤] الفرائض ، والحساب والزرع [٥] ، والقسمة ، حسن العلم بالجبر ، والمقابلة ، وحساب الدور ، وغامض الوصايا ، والمناسخات ، قدوة في العلم بصناعة الحكم ، ومباشرة الخصوم ، وأحذق الناس بعمل المحاضر والسجلات ، والإقرارات [٦]. أخذ العلم عن هلال بن يحيى الرأي [٧] ، وكان هذا أحد فقهاء الدنيا من أهل العراق ، وأخذ عن بكر العمّي ، ومحمود الأنصاري ، ثم صحب عبد الرّحمن بن نائل بن نجيح ، ومحمّد بن شجاع حتى كان جماعة يفضّلونه على هؤلاء ، فأمّا عقله فلا يعلم أحدا رآه ، فقال : إنه رأى أعقل منه ، ولقد حدّثني أبو الحسن [٨] محمّد بن أحمد بن مابنداد ، عن حامد بن العبّاس ، عن عبيد الله [٩] بن سليمان بن وهب ، قال : ما رأيت رجلا أعقل من الموفق وأبي خازم القاضي ، وأما الحساب فإنّ أبا الحسين عبد الواحد بن محمّد الخصيبي أخبرني قال : قال لي أبو برزة الحاسب : لا أعرف في الدنيا أحبّ من أبي خازم ، وقال لي ابن حبيب الذارع [١٠] : كنا ونحن أحداث مع أبي خازم فكنا نقعده [١١] قاضيا ، ويتقدم القضاء على الخصومات ، فما مضت الأيام والليالي حتى صار قاضيا ، وصرنا ذراعه [١٢] ، فقال أبو الحسين : وبلغ من شدته في الحكم أن المعتضد وجّه إليه بطريف المخلدي ، فقال له إن على الضبعي بيع فإن [١٣] المعتضد ، ولغيره [١٤] مال ، وقد بلغني أن
[١] بالأصل وم : «حازم بحاء ... أبو حازم» والمثبت عن الإكمال.