نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 34 صفحه : 259
ولا ترغب عنه حتى مضى لسبيله ، وأنت ترى أنك بوجه هذا الحديث : «كن حلس بيتك»[١] ، ومثله من الأحاديث أعلم بها من أبيك ، وممن أدرك من أهل العلم ، فأعيذك بالله ، وأنشدك به أن تعتصم برأيك شاذا به دون أبيك ، وأهل العلم قبله ، وأن يكون لأصحاب الأهواء قوة ، وللسفهاء في تركهم الجمعة فتنة يحتجون بك إذا عوتبوا على تركها.
أسأل الله أن لا يجعل مصيبتك في دينك ، ولا يغلب عليك شقاء ، ولا اتباع هوى بغير هدى منه ، والسلام عليك.
قال : ونا يعقوب [٢] ، نا العباس بن الوليد ، عن أبيه ، قال :
لما كانت السنة التي تناثرت فيها الكواكب خرجنا ليلا إلى الصحراء مع الأوزاعي وأصحابنا ، ومعنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، قال : فسل سيفه ، فقال : إنّ الله قد جدّ فجدّوا [٣] ، قال : فجعلوا يسبّونه ويؤذونه وينسبونه إلى الضعف ، قال : فقال الأوزاعي : إنّي أقول أحسن من قولكم ، عبد الرحمن قد رفع عنه القلم ـ أي أنه مجنون ـ.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن الكتاني [٤] ، أنا أبو محمّد التميمي ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة [٥] ، حدّثني بعض أصحابنا عن أبي مسهر ، قال :
كنا مع سعيد بن عبد العزيز ، ومعنا ابن زبر ، فنعي إلينا ابن ثوبان ، فاسترجع سعيد بن عبد العزيز.
قال : ونال أبو زرعة [٦] ، حدّثني إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر ، قال : ولد ابن ثوبان [٧] سنة خمس وسبعين ، ومات سنة خمس وستين مائة ، وصلّى عليه سعيد بن عبد العزيز.
أخبرنا أبوا [٨] الحسن ، قالا : نا ـ وأبو النجم ، أنا أبو بكر الخطيب [٩] ، قال :
[١] بالأصل وم والمعرفة والتاريخ : «جليس» والمثبت عن المطبوعة ، وانظر ما لاحظه محققها بشأنها.