responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 33  صفحه : 404

قال أبو مروان : وكان أبوها بطريقا من بطارقة الروم له شرف ، فكان يهاديه ويكاتبه.

أخبرنا أبو تراب حيدرة بن أحمد المقرئ وغيره في كتبهم ، قالوا : أنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك القرشي قال : وأنا ابن عائذ عن الوليد قال : سمعت عبد الله بن راشد مولى خزاعة يخبر عن من سمعه من البطّال يخبر [١].

أن هشاما أو غيره من خلفاء بني أمية كان قد استعمل على ثغر المصّيصة وما يليها وأنه راث [٢] عليه خبر الروم ، فوجه سرية لتأتيه بالخبر عن غير إذن من الوالي.

قال البطّال ، فتوجهوا وأجّلتهم أجلا فاستوعبوا الأجل ، فأشفقت من مصيبتهم ولائمة الخليفة وضعف أميرهم ، فخرجت متوحدا حتى دخلت [٣] في الناحية التي أمرتهم بها ، فلم أجد لهم خبرا [٤] ، فعرفت أنهم أخبروا بغفلة أهل ناحية أخرى ، فتوجهوا إليها ، وكرهت أن أرجع ولم أستنقذهم مما هم فيه ، إن كان عدو يكاثرهم ، أو أعرف من خبرهم ما أسكن إليه ، فلم أجد أحدا يخبرني بشيء ، فمضيت حتى أقف على باب عمورية [٥] ، فأمره بفتح الباب ، ففعل وأدخلني فلما صرت إلى بلاطها ، وقفت وأمرت من يشد يدي إلى باب بطريقها ، ففعل ، ووافيت باب البطريق قد فتح ، وجلس لي ، ونزلت عن فرسي وأنا متلثم بعمامتي ، فأذن لي ، ومضيت حتى جلست على مثال [٦] إلى جانب مثاله ، فرحب وقرّب ، وقلت : أخرج من أرى فإني قد حملت إليك ، فأخرجهم وشددت عليه حتى غلّق باب الكنيسة وعاد إلى مجلسه ، واخترطت سيفي فضربت به على رأسه ، فقلت له : قد وقعت بهذا الموضع فأعطني عهدا حتى أكلّمك بما أردت حتى أرجع من حيث جئت لا يتبعني منك خلاف ، ففعل ، فقلت : أنا البطّال ، فاصدقني عما أسألك عنه ، وانصحني وإلّا أجزت [٧] عليك ، فقال : سل عما بدا لك ، فقلت : السرية ، فقال : نعم ، وافت البلاد غارّة لا يدفع أهلها يد بالأمس [٨] ، فوغلوا في


[١] الخبر في البداية والنهاية بتحقيقنا ٩ / ٣٦٤ وفيها : عبد الملك بن مروان وانظر تاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٠١ ـ ١٢٠) ص ٤٠٨.

[٢] راث خبره : «أبطأ» وفي البداية والنهاية : فغاب عنه خبرهم.

[٣] في المختصر ١٤ / ١٣٩ والمطبوعة : وغلت.

[٤] الأصل : خبر.

[٥] بعدها في المختصر والمطبوعة : فضربت بابها ، وقلت للبواب ، افتح لفلان سياف الملك ورسوله ، وكنت أشبه به ، فأعلم ذلك صاحب عمورية.

[٦] المثال : الفراش.

[٧] يعني أجهزت عليك.

[٨] كذا ، وفي المختصر ١٤ / ١٣٩ «يد لامس».

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 33  صفحه : 404
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست