responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 33  صفحه : 403

فنزلت ، فعلّقت على فرسي ، وأصبت من ذلك الشواء ببقل البستان ، إذ أسهلني بطني ، فاختلفت مرارا ، فاستفقت من دوامه ، وضعفي عن ما يجيء عليّ من الركوب ، فبادرت وركبت ولزمت طريقا ، واستفرغني على سرجي كراهية أن أنزل ، فأضعف عن الركوب ، حتى لزمت عنقه متشبثا ببرطنجه مخافة أن أسقط عنه ، وذهب بي ولا أدري أين يذهب بي ، إذ سمعت وقع حوافره على بلاط ، ففتحت عيني فإذا دير ، فوقف بي في وسط الدير ، وإذا نسوة يتطلعن من أبواب الدير ، فلما رأين أنه لا تبع لي ، ورأين حالي [وضعفي عن النزول خرجت صاحبة منهن حتى وقفت عليّ ، ونظرت في وجهي ، وعرفت من حالي][١] ورطنت لهنّ تحسب عليّ ، وأمرتهن فنزعا عني ثيابي ، وغسلن ما بي ، ففعلن ، ودعت بثياب فألبسنيها وترياق أو دواء فشربته ، ثم أمرت بي فجعلت على سرير لها ، ودثار ، وأمرت بطعام فهيّئ لي ، فأتت به ، وأقمت يومي ذلك وتلك الليلة مسبوتا [٢] لا أدري ما أنا فيه.

قال : وأصبحت من الغد على ضعف من الركوب ، وأقمت ليلتي ويومي وليلتي ، فذهب عني السّبات وأنا ضعيف عن الركوب ، حتى كان في اليوم الثالث جاءها من يخبرها أن فلانا البطريق قد أقبل في موكبه ، فأمرت بفرسي فغيّب ، وأغلق علي باب بيتي الذي أنا فيه ، ودخل البطريق فأنزلته منزلا ، واقتفت به وبأصحابه ، وأسمع بعض النسوة تخبر أنه خاطب لها ، فبينما هو على ذلك الحالة إذ جاءه من يخبره عن موضع فرسي ، وإغلاقهم علي ، فهم أن يهجم عليّ ، فأقسمت إن هو تعرض لي لا نال حاجته ، فأمسك وأقام قائلة في ذلك اليوم في قرى ، ثم قروح ، وخرجت فدعوت بفرسي ، فخرجت إليّ فقالت : إنّي لا آمن أن يكمن لك ، دعه يذهب ، فأبيت عليها ، وركبت فقفوت الأثر حتى لحقته ، وشددت عليه فانفرج عنه أصحابه ، فقتلته ، وطلبت أصحابه فهربوا عني ، وأخذت فرسه وسمط [٣] رأسه ورجعت إلى الدير ، فألقيت الرأس ودعوتها ومن معها من نسائها ، وخدمها فوقفن بين يدي ، وأمرتها بالرحلة ومن معها على دوابّ الدير ، وسرت بهن إلى العسكر حتى دفعت بهن إلى الوالي ، فجعل نفلي منهن فتنفّلت [٤] المرأة بعينها ، وسلمت سائر الغنيمة في المقسم ، واتخذتها ، فهي امرأتي [٥].


[١] ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن المطبوعة.

[٢] مسبوتا أي مغشيا عليه ، ويقال سبت المريض فهو مسبوت ، وسبت يسبت سبتا : استراح وسكن ، والسبات : نوم خفي كالغشية (راجع اللسان والقاموس المحيط : سبت).

[٣] كذا ، وفي المطبوعة : «وسمطت رأسه» وفي البداية والنهاية : وأخذت رأسه مسمطا على فرسي.

[٤] بالأصل : فشغلت ، والمثبت عن المختصر ١٤ / ١٣٩ وفي البداية والنهاية : فنفلني ما شئت منهن.

[٥] في المختصر والمطبوعة : «فهي أم ابني» وفي البداية والنهاية : فهي أم أولادي.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 33  صفحه : 403
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست