نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 30 صفحه : 421
فتتخذون ستور الحرير ، ونضائد الديباج ، وتألمون ضجائع [١] الصوف الأزدي [٢] كأن أحدكم على حسك السّعدان ، والله لأن يقدم أحدكم فيضرب عنقه في غير حدّ خير له من أن يسبح [٣] غمرة الدنيا ، وأنتم أوّل ضال بالناس تصفق بهم الطريق يمينا وشمالا ، يا هادي الطريق جرب في الفجر والبحر.
قال : فقلت له بعض هذا رحمك الله إنّ هذا يهيضك على ما بك ، والله ما أردت إلّا الخير وإنّ صاحبك لكما تحبّ وتحبّ قال : فسكن.
فقال له عبد الرّحمن : لا أرى بك بأسا ، والحمد لله ، فلا تأس على شيء من الدنيا ، فو الله ما علمنا إن كنت لصالحا مصلحا.
قال : أما أنّي لا آسى من الدنيا إلّا على ثلاث فعلتها وددت أنّي كنت تركتها ، وثلاث وددت أنّي كنت سألت عنهن رسول الله 6 ، وأما الثلاث التي فعلتها : فوددت أنّي لم أكن كشفت بيت فاطمة ، وأني أغلق على المحارب [٤] وددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت فرّغت الأمر في عنق أحد الرجلين عمر بن الخطاب أو أبي عبيدة بن الجراح ، فكان أميرا وكنت وزيرا ، ووددت أني حيث ارتدّت العرب أقمت بذي القصّة فإن ظفر المسلمون ظفرت ، وإن هزموا كنت مصدر [٥] أو مدد.
وأما الثلاثة التي تركتها : فوددت أنّي يوم أتيت بالأشعث [٦] أسيرا كنت ضربت عنقه ، فإنّه يخيل إليّ أنه لا يرى شرا إلّا أعان عليه ، ووددت أني يوم أتيت بالفجاءة لم أكن حرّقته قتلته سريحا أو أطلقته نجيحا إنّي وجهت خالد بن الوليد إلى الشام ـ ـ [٧] ـ ـ لعمر بن الخطاب ، فكنت قد بسطت يديّ : يميني وشمالي في سبيل الله ، وأما الثلاثة [٨] التي وددت أنّي سألت رسول الله 6 عنهن : فوددت أنّي كنت