نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 30 صفحه : 415
المؤمن راغبا راهبا لا يتمنى على الله ما ليس له ، ولا يقنط وإنما ثقلت موازين من ثقلت يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا وثقله عليهم وحق لميزان يوضع فيه الحق غدا أن يكون ثقيلا ، وإنّما خفّت موازين من خفّت يوم القيامة باتّباعهم الباطل في الدنيا ، وخفته عليهم ، وحقّ لميزان يضع فيه الباطل أن يكون خفيفا ، فإن أنت حفظت وصيتي ، فلا يكونن [١] غائب خيرا لك من الموت وهو يأتيك ، وإن أنت ضيّعت وصيتي فلا يكونن [٢] غائب أبغض إليك من الموت وليست بمعجزة.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنا أبو علي محمّد بن الحسين ، أنبأ المعافى بن زكريا القاضي [٣] ، نا أحمد بن العبّاس العسكري ، نا عبد الله بن أبي سعد ، نا أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم بن أبي بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال : سمعت جدي أبا بكر بن سالم قال : لما حضر أبا بكر الموت : أوصى :
بسم الله الرّحمن الرحيم ، هذا عهد من أبي بكر الصدّيق عند آخر عهده بالدنيا خارجا منها ، وأوّل عهده بالآخرة داخلا فيها ، حيث يؤمن الكافر ويتّقي الفاجر ، ويصدق الكاذب ، أنّي استخلفت من بعدي عمر بن الخطاب ، فإن قصد وعدل فذاك ظني به ، وإن جار وبدّل فالخير أردت ، ولا أعلم الغيب ، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)[٤] ثم بعث إلى عمر فدعاه ، فقال : يا عمر أبغضك مبغض وأحبّك محبّ ، وقد ما يبغض الخير ويحبّ الشر ، قال : فلا حاجة لي فيها ، قال : ولكن لها بك حاجة ، قد رأيت رسول الله 6 وصحبته ورأيت أثرته أنفسنا على نفسه حتى إن كنا لنهدي لأهله فضل ما يأتينا منه ، ورأيتني وصحبتني [٥] ، وإنّما اتبعت أثر من كان قبلي ، والله ما نمت فحلمت [٦] ، ولا شبهت فتوهّمت ، وإنّي لعلى طريقي ما زغت ، تعلم يا عمر أن لله تعالى حقا في الليل لا يقبله في النهار ، حقا في النهار لا يقبله في الليل ، وإنّما ثقلت موازين من