نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 24 صفحه : 420
فتلقاه طارق وترضاه ، ورام أن يستسلّ ما في نفسه من الحسد له ، وقال له : إنما أنا مولاك ومن قبلك ، وهذا الفتح لك ، وحمل طارق إليه ما كان غنم من الأموال.
فلذلك نسب الفتح إلى موسى بن نصير ، لأن طارقا من قبله ، ولأنه استزاد في الفتح ما بقي على طارق. وأقام موسى بالأندلس مجاهدا وجامعا للأموال ومرتبا للأمور بقية سنة ثلاث وتسعين وأربع وتسعين ، وأشهرا في سنة خمس وتسعين وقبض على طارق ثم استخلف على الأندلس ولده عبد العزيز بن موسى ، ونزل معه من العساكر ووجوه القبائل من يقوم بحماية البلاد وسدّ الثغور وجهاد العدو ورجع إلى القيروان ، ثم سار منها بما حصل له من الغنائم وأعده من الهدايا إلى الوليد بن عبد الملك ، ومعه فيما يقال طارق فمات الوليد وقد وصل موسى إلى طبرية في سنة ست وتسعين ، فحمل ما كان معه إلى سليمان بن عبد الملك ، ويقال : إنه وصل وأدرك الوليد حيا ، فالله أعلم.
قرأت عليه في موضع آخر عن الحميدي [١] قال : طارق بن عمرو ، ويقال : ابن زياد ، أول من غزا الأندلس سنة اثنين [٢] وتسعين من الهجرة ، وافتتح كثيرا منها ، ثم لحق به موسى بن نصير ، ونقم عليه إذ غزاها بغير إذنه ، وسجنه ، وهمّ بقتله ، ثم ورد عليه كتاب الوليد بن عبد الملك بإطلاقه ، وترك التعرض له ، فأطلقه وخرج معه إلى الشام.