نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 22 صفحه : 409
واره ، ثنا محمد بن عبد الرحمن بن شداد بن محمد بن شداد قال : سمعت أبي يذكر عن أبيه ، عن جده ، عن شداد بن أوس أنه كان عند رسول الله 6 وهو يجود بنفسه فقال :
«ما لك يا شداد؟» قال : ضاقت بي الدنيا ، فقال : «ليس عليك إنّ الشام تفتح ويفتح بيت المقدس ، فتكون أنت وولدك أئمة فيهم إن شاء الله»[٤٩٧٥].
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي ، أنبأ أبو بكر الصفار ، أنبأ أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال : أنبأ أحمد بن عمير ، حدّثني أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الوهاب ـ وهو ابن محمد بن عمرو بن محمد بن شداد بن أوس الأنصاري صاحب رسول الله 6 ـ حدّثني أبي عن أبيه ، عن جده قال :
كانت كنية شداد أبو يعلى ، وكانت له خمسة أولاد أربع بنين وبنت وكان أكبرهم يعلى ، ثم محمد ، وعبد الوهاب ، والمنذر فمات شداد وعبد الوهاب والمنذر صغيرين ، ولم يعقب يعلى وأعقبوا كلهم ، وكانت البنت اسمها خزرج ، تزوجت في الأزد ، وتوفي شداد سنة أربع وستين ، ونشأ لابنته خزرج نسل إلى سنة ثلاثين ومائة ، وكانت الرجفة التي كانت بالشام سنة ثلاثين ومائة ، وكان فيها خروج أبي مسلم وزوال أمر بني أمية ، فرجفت [١] الشام وكان أكثر ذلك ببيت المقدس ففني [٢] كثير ممن كان فيها من الأنصار وغيرهم [٣] ووقع المنزل الذي كان فيه محمد بن شداد على كلّ من كان فيه من أهله وولده ففنوا جميعا ، وسلم محمد قد ذهبت رجله تحت الردم ، فعمّر بعد ذلك إلى قدوم المهدي ، وكانت النعل [٤] زوج [٥] خلّفها شداد عند ولده فصارت إلى محمد بن شداد ، فلما أن رأت أخته خزرج ما نزل به وبأهله ، وأنه لم يبق منهم أحد جاءت فأخذت فرد النعلين وقالت : يا أخي ، ليس لك نسل وقد رزقت ولدا وهذه مكرمة رسول الله 6 أحب أن تشرك فيها ولدي ، فأخذتها منه.
وكان ذلك في أوان الرجفة ، فمكثت النعل عندها حتى أدرك أولادها ، فلما أن صار المهدي إلى بيت المقدس أتوه بها وعرّفوه نسبها من شداد فعرف ذلك ، وقبل النعل
[١] بالأصل : فرجعت ، خطأ والصواب ما أثبت باعتبار سياق العبارة وانظر مختصر ابن منظور ١٠ / ٢٧٨.