responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 22  صفحه : 227

لي ابنا مثلك؟ فلما أكثر من ذلك القول قال له ابن شماخ : إن أحببت أن ترزق ابنا مثلي فاسكن بقرطبة ، والزم أبا بكر محمّد بن عبد الله القبري ، واخطب إليه ابنته ، فإن أنكحكها فعسى أن ترزق مثلي ، فقدم قرطبة ، ولزم أبو بكر القبري سنة ، وأظهر له الصلاح ، فأعجب بطريقته ، ثم خطب إليه ابنته بعد سنة ، فزوجه بها ، فجاءه من الولد أبو الوليد ، وابن آخر صار صاحب الصلاة بسرقسطة ، وابن ثالث ، كان من أدلّ الناس ببلاد العدو في الغزو حتى إنه كان يعرف الأرض بالليل بشمّ التراب ، أو كما قال.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا [١] ، قال : أما الباجي بالباء المعجمة بواحدة ، ذو الوزارتين القاضي الإمام أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب الباجي ، من باجة الأندلس ، متكلم ، فقيه ، أديب ، شاعر ، رحل إلى المشرق ، وسمع بمكة من أبي ذرّ عبد بن أحمد الهروي ، وبالعراق من البرمكي ، وطبقته ، ودرّس الكلام على القاضي السمناني ، وتفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي ، ورجع إلى الأندلس ، فروى ودرّس وألّف ، وكان جليلا ، رفيع القدر والخطر ، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي الخطيب الحافظ ، توفي بالمريّة من بلاد الأندلس في سنة أربع وسبعين أو نحوها ، وقبره هناك يزار.

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل الأندلسي ، عن محمّد بن أبي نصر الحميدي في كتاب تاريخ الأندلس [٢] تصنيفه ، قال : سليمان بن خلف بن سعد ، أبو الوليد الباجي ، فقيه دخل المشرق ، وسمع بمكة من أبي ذرّ الهروي ، وبالعراق من جماعة ، ودرس الكلام على القاضي أبي الحسن السمناني ، ورجع إلى الأندلس ، وتصدّر ورأس ، وكان أديبا شاعرا ، أنشدني له أبو بكر الخطيب ، وذكر البيتين اللذين يأتيان.

قرأت بخط بعض الأندلسيين في مسألة جرت بالأندلس أن النبي 6 كتب يوم الحديبية بيده أم لا ، وقد تكلم عليها أبو الوليد الباجي ، وحكى عن بعض العلماء القول بأنه كتب ، كما في بعض طرق حديث البراء ، وتكلم على ذلك بأبلغ كلام وأوضحه ، وبعده جواب ابن الفوار المري ، وإبراهيم بن سعيد بن وردون ، وعيسى بن محمّد ابن


[١] الاكمال لابن ماكولا ١ / ٤٦٧ ولم يذكره فقد سقط من المتن ، وورد في حاشية صفحة ٤٦٨.

[٢] اسم كتابه جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس ، ولم أعثر له على ذكر فيه.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 22  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست