نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 2 صفحه : 205
وقرابته ، ولا يجعلونها ضيافة [١] للمسلمين. وسمّوا من ثبت منهم على دينه وقربته ذمة للمسلمين ، ويرون أنه لا يصلح لأحد [٢] من المسلمين شري ما في أيديهم من الأرضين كرها ، لما احتجوا به على المسلمين من أضيافهم كان عن قتالهم وتركهم مظاهرة عدوهم من الروم عليهم. فهاب ذلك أصحاب رسول الله 6 وولاة الأمر قسمهم ، وأخذ ما كان في أيديهم من تلك الأرضين. وكرهوا للمسلمين أيضا شراءها [٣] صونا لما كان من ظهور المسلمين على البلاد ، وعلى من كان يقاتلهم عنها ، ولتركهم ، وكان البعثة إلى المسلمين وولاة الأمر في طلب الأمان قبل ظهورهم عليهم.
قالوا وكرهوا شراءها منهم طوعا بما كان من إيقاف [٤] عمر وأصحابه الأرضين محبوسة على آخر هذه الأمة من المسلمين المجاهدين ، لا تباع ولا تورّث ، قوة على جهاد من لم يظهروا عليه [بعد][٥] من المشركين ، ولما ألزموه أنفسهم من إقامة [فريضة][٥] الجهاد قوله عزوجل : (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ)[٦] إلى تمام الآية.
فقلت لغير واحد من مشيختنا ممن كان يقول هذه المقالة : فمن أين جاءت هذه القطائع التي بين ظهراني القرى الراخية والمزارع التي بيد [٧] غير واحد من الناس فقال : إن بدء هذه القطائع [أن ناسا من بطارقة الروم إذ كانت ظاهرة على الشام كانت هذه القرى التي منها هذه القطائع][٨] كانت من الأرضين التي كانت بأيدي أنباط القرى. فلما هزم الله الروم هربت تلك البطارقة عما كان في أيديها من تلك المزارع ، فلحقت بأرض الروم ، ومن قتل منها في تلك المعارك التي كانت بين المسلمين