نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 16 صفحه : 377
وهي فيما قرأته في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين القرشي [١] ، حدّثني أحمد بن عيسى العجلي الكوفي المعروف بابن أبي موسى ، نا الحسين بن نصر بن مزاحم ، حدّثني أبي ، حدّثني عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، قال : سمعت ابن حزيم [٢] الناجي يقول : لما استقام لمعاوية أمره ، لم يكن شيء أحبّ إليه من لقاء أبي الطفيل عامر بن واثلة ، فلم يزل يكاتبه وتلطف له حتى أتاه ، فلما قدم عليه جعل يسائله عن أمر الجاهلية ، ودخل عليه عمرو بن العاص وهو معه فقال لهم معاوية : أما تعرفون هذا؟ هو فارس صفّين وشاعرها. خليل أبي الحسن ، ثم قال : يا أبا الطّفيل ما بلغ من حبّك لعلي؟ قال : حب أم موسى لموسى ، قال : فما بلغ من بكائك عليه؟ قال : بكاء العجوز الثكلى [٣] والشيخ الرقوب [٤] ، وإلى الله أشكو التقصير ، قال معاوية : لكن أصحابي هؤلاء لو كانوا يسألون عني ما قالوا فيّ ما قلت في صاحبك ، قال : إذا والله لا نقول الباطل ، قال لهم معاوية : لا والله ولا الحق تقولون ، ثم قال : هو الذي يقول :
إلى رجب السبعين تعترفونني
ثم قال له : انشد هذه الأبيات يا أبا الطفيل ، فأنشده :