أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا الحسن بن علي التميمي ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، عن عبد الملك بن عمرو ، أبو عامر [٢] ، نا هشام بن سعد ، نا قيس بن بشر التغلبي ، أخبرني أبي ـ وكان جليسا لأبي الدرداء ـ قال : كان بدمشق رجل من أصحاب النبي 6 يقال له ابن الحنظلية ، وكان رجلا متوحدا قلّ ما يجالس الناس ، إنما هو في صلاة ، فإذا فرغ فإنما يسبّح ويكبّر حتى يأتي أهله ، فمرّ بنا يوما ونحن عند أبي الدرداء ، فقال له أبو الدرداء : أكلمة تنفعنا ولا تضرك ، فقال : قال رسول الله 6 : «نعم الرجل خريم الأسدي لو لا طول جمّته وإسبال إزاره» فبلغ ذلك خريما فجعل يأخذ شفرة فيقطع بها شعره إلى أنصاف أذنيه ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه ، قال : فأخبرني ، قال : دخلت بعد ذلك على معاوية فإذا عنده شيخ جمّته فوق أذنيه ورداؤه إلى ساقيه فسألت عنه فقالوا : هذا خريم الأسدي [٣][٣٩٥٣].
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو عمرو بن السماك ، وأبو الحسن المصري ، قالا : نا محمد بن أحمد بن أبي العوّام الرياحي ، نا أبو الجواب ، نا عمار بن زريق ، عن أبي إسحاق ، عن شمر بن عطية عن خريم بن فاتك ، قال : قال لي رسول الله 6 : «نعم المرء أنت لو لا خلّتان فيك» فقلت : ما هما يا رسول الله يكفيني واحدة؟ ، قال : «إرخاؤك شعرك ، وإسبالك إزارك»[٣٩٥٤].
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو الدحداح ، أنا أحمد بن عبد الواحد بن عبود ، نا محمد بن كثير ، عن الأوزاعي ، عن يحيى ، قال : قال رسول الله 6 : «نعم الفتى خريم بن فاتك لو قصّ من شعره وشمّر من إزاره» فكان خريم يقول : لا يجاوز شعري أذني أو شحمة أذني ، ولا
[١] الخبر والأبيات نقلها ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٢٣٥.