نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 10 صفحه : 282
أبان بنت النعمان ، وقد جعلت صداقها ما نطق به لسانك ، وترنّمت به شفتاك ، وبلغه مناك ، وحكمت به في بيت المال قبلك.
فلما قرأ النعمان الكتاب كتب إليه :
بسم الله الرّحمن الرحيم من النعمان بن بشير إلى مروان بن الحكم ، بدأت باسمي سنة من رسول الله 6 وذلك لأنّي سمعت رسول الله 6 يقول : «إذا كتب أحدكم إلى أحد فليبدأ بنفسه»[٢٥٥٥].
أما بعد ، فقد وصل إليّ كتابك وفهمت ما ذكرت فيه من محبتنا. أما إن تكن صادقا فنعم [١] أصبت وبحظّك أخذت ، لأنّا أناس جعل حبنا إيمانا وبغضنا نفاقا ، وأما ما أطنبت فيه من ذكر شرفنا وقديم سلفنا ، ففي مدح الله لنا وذكره إيّانا في كتابه المنزل ، وقرآنه على نبيه 6 ما أغنانا عن مدح أحد من الناس ؛ وما ذكرت أنّك آثرتني بابنك عبد الملك بن مروان على الأكفّاء من ولد أبيك فحظي منك مردود عليهم موفّر لهم ، ولا منازع لهم عليه ، وأمّا ما ذكرت أنك جعلت صداقها ما نطق به لساني ، وترنّمت به شفتاي ، وبلغه مناي ، وحكمت به في بيت المال قبلي فقد أصبح ـ بحمد الله ، لو أنصفت ـ حظي في بيت المال أوفر من حظّك وسهمي فيه أجزل من سهمك ، فأنا الذي أقول :
[أخبرنا] أبو جعفر محمد بن علي الهمداني ـ في كتابه ـ أنبأنا أبو بكر الصّفّار ، أنبأنا أبو بكر [أحمد] بن علي الحافظ ، أنبأنا أبو أحمد قال : أبو محمد بشر [٣] بن النعمان بن أبان بن بشير بن النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلّاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري. سمع أباه [النعمان] ابن أبان الأنصاري ، روى عنه هارون بن محمد بن بكّار العاملي.