responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 2  صفحه : 36


الفريقين جميعا ، ثم إن ابن الأشعث لما حشد العسكر والحجاج بالبصرة . عسكر على مسير ثلاثة أميال من البصرة على نهر يقال له نهر ابن عمر ، فكتب ابن الأشعث يسأله أن يتنحى عنهم لما كرهوا ولايته ، حتى يستعمل عليهم أمير المؤمنين غيره ، من هو أحب إليهم منه . فلما انتهى إليه رسوله قال الحجاج : أدخلوه ، فلما دخل سلم عليه بالإمارة ، قال : من أنت ؟ قال :
رجل من خزاعة . قال : من أهل البصرة أنت ، أم من أهل الكوفة ؟ قال : لا ، بل من أهل سجستان . قال : هل تأخذ لأمير المؤمنين ديوانا ؟ قال : لا ، قال : أفمن وزراء ابن الأشعث أنت علينا في هذه الفتنة يا أخا خزاعة ؟ قال ، والله ما هويتها ، ولقد جلبني إليك مكرها ، قال : فكيف تسليمك على صاحبك إذا انصرفت إليه ؟ قال : بالإمرة ، قال : فهل ترى في ذلك أنك صادق ؟ قال : الله أعلم بأي الأمرين هو في نفسك أعلى الصواب أم على الخطأ ؟ قال : الله أعلم أي الأمرين في نفسي . قال : أما إنك يا أخا خزاعة قد رددت الأمر إليه وهو تعالى أعلم ، انطلق إلى صاحبك بكتابك كما جئت به ، وأعلمه بالذي كان من ردنا عليك ، فإنه جوابه عندنا ، ونحن مناجزوه القتال ، ومحاكموه إلى الله من يوم الأربعاء إن شاء الله ، فليعد وليستعد لذلك ، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ، وذلك يوم الأحد . قال : فلما انصرف رسوله إليه ناوله الكتاب ، فلما رآه بخاتمه ، أي مثل ما بعثه كف ، فلم يسأله أمام من حضر ، حتى ارتفع الناس ، ثم دعاه فأخبره الخبر . قال : وما وراء ظهرك إلا هذا ؟ قال له : في دون ما جئتك به ما يكفيك ، فقد رأيت أمرا صعبا ليس وراء إلا المناجزة . ثم إن الحجاج هتف هتفة أن اجتمعوا للعطية ، ففرق العطية في ثلاثة مواضع ، وكان قواده يومئذ ثلاثة : سفيان بن الأبرد الكلبي على ميمنته ، وسعيد بن عمرو الجرشى على القلب ، وعبد الرحمن بن عبد الله العكى على ميسرته ، فأعطى الناس على هذا وأقام في معسكره متربصا ومنتظرا ليوم الأربعاء . فلما رأى ابن الأشعث أنه لا يتقدم لقتاله ، وأنه متربص ليوم الأربعاء ، بعث رجلا من معسكره ، حتى دنا من معسكر الحجاج ، فنزل قريبا منه ، على مقدار حضر [1] الفرس ، رجاء أن يتحرش له أحد من معسكر الحجاج ، فينشب القتال قبل يوم الأربعاء ، فرارا منه ، وتطيرا به . فلما رأى الحجاج ذلك علم ما أراده والذي توقع ، فتقدم إلى أمراء أجناده وقواده ، وإلى أهل عسكره عامة ، ألا يكلم أحد منهم أحدا من عسكر ابن الأشعث ، ولا يعرضه على نفسه ، وإن أمكنته الفرصة منه إلا يوم الأربعاء ، فلما كانت صبيحة يوم الأربعاء ، وهو يوم يتطير به أهل العراق ، فلا يتناكحون ، ولا يسافرون فيه ، ولا يدخلون من سفر ، ولا



[1] حضر الفرس : جريه السريع ، أي على مسافة يقطعها الفرس سريعا بحيث يراه من خلفه .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 2  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست