responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 2  صفحه : 35


الأشعث ، وحضهم على طاعة عبد الملك ، وتكلم رجل من أهل البصرة ، يقال له سلمة المنقري ، من بني تميم ، وكان رجلا منطيقا ، وله هوى في الخوارج ، وكان الحجاج به خابرا . فلما رآه عرف أنه يريد الكلام . فقال له : ادن يا سلمة ، فدنا . فقال له : قل : رضينا بالله ربا ، وبمحمد نبيا ، وبالاسلام دينا ، وبالقرآن إماما ، وبأمير المؤمنين خليفة ، وبالحجاج بن يوسف واليا .
قال : والله لو كنا زمعا وبني زمع ما رضينا أن نكون تبعا لهذا الحائك ، أمير المؤمنين أعزه الله ، وأعز أمره ، أقرب قرابة وأوجب حقا ، ونحن ألزم لطاعة الأمير ، أكرمه الله ، من أن نسارع له في معصية أو نبطئ عنه في طاعة ، فأجابه الحجاج فقال : يا سلمة ، هذا قول حسن ، لا أدخله صدري ، ولأردنه في نحرك ، حتى نبتلي حقيقته إن شاء الله ، وكان قوله هذا على المنبر ، وقد عسكر بأجناده بالزاوية ، والزاوية في طرف من ناحية البصرة في طرف بن تميم .
ثم إنه خرج من المسجد ، وحشد الناس من كان في الطاعة يومئذ من أهل العراق ، وقد كان انهزم لابن الأشعث غير ما مرة ، وقتل له ابن الأشعث خلقا لا تحصى كثرة ، قبل هذه المرة ، حتى يئس من نفسه وقال : أترون العجوز ، ابنة الرجل الصالح كذبتني ؟ يعني أسماء بنت أبي بكر الصديق ، لئن صدقت أسماء لا أقتل اليوم . وكان الحجاج لما فرغ من قتال عبد الله بن الزبير ، بعث إلى أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق أن تأتيه ، فأبت أن تأتيه . فقال : والله لئن لم تأتني لأبعثن إليها من يجر بقرون رأسها ، ويسحبها حتى تصل إلي ، فقيل ذلك لها . فقالت : والله لا أسير إليه حتى يبعث إلي من يجر بقرون رأسي . فأقبل الحجاج حتى وقف عليها ، فقال لها : كيف رأيت ما فعل الله تعالى بابنك ، عدو الله ؟ الشاق لعصا المسلمين ، المفني لعباده والمشتت لكلمة أمة نبيه ؟ فقالت : رأيته اختار قتالك ، فاختار الله له ما عنده ، إذ كان إكرامه خيرا من إكرامك . ولكن يا حجاج بلغني أنك تنتقصني بنطاقي هذين ، أو تدري ما نطاقاي ؟ أما النطاق هذا فشددت به سفرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غزوة بدر ، وأما النطاق الآخر ، فأوثقت به خطام بعيره . فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما إن لك به نطاقين في الجنة ، فانتقص علي بعد هذا أودع ، ولكن لا إخا لك يا حجاج ، أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : منافق ثقيف يملأ الله به زاوية من زوايا جهنم ، يبيد الخلق ، ويقذف الكعبة بأحجارها ، ألا لعنة الله عليه !
فأفحم الحجاج ولم يحر جوابا . قال : وسار ابن الأشعث بعد ما هزم الحجاج مرارا إلى الكوفة حتى نزل دير الجماجم ، فقتل للحجاج فيه خلق كثير ، وكتب إلى عبد الملك بن مروان أن أمدني بالرجال ، قال : فأمده بمحمد بن مروان في أناس من بني أمية كثير ، وجعل الحجاج أمير عليهم ، فسار الحجاج إلى ابن الأشعث ، فاقتتلوا أياما بدير الجماجم ، حتى كثر القتل في


( 1 ) الزمع بفتح الزاي والميم : أراذل الناس .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 2  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست