responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 2  صفحه : 111


قتل خالد بن عبد الله القسري قال : وذكروا أن خالد بن عبد الله القسري ، شخص إلى الوليد بن يزيد حتى قدم على معسكره ، فلم يدع به الوليد ولم يكلمه ، وهو يختلف إليه غدوة وعشية ، حتى قدم برأس يحيى بن زيد بن علي بن الحسين من خراسان ، فجمع الناس الإذن ، فحضر الأشراف ، وجلس الوليد ، وجاء خالد إلى الحاجب فقال : إن حالي كما ترى ، لا أقدر على المشي ، وإنما أحمل في الكرسي . قال الحاجب : ما يدخل أحد على أمير المؤمنين على هذه الحال ، ثم أذن له فحمله على كرسيه ، ثم دخل على الوليد وهو جالس في سريره ، والمائدة موضوعة . فلما دخل عليه قال له الوليد : أين ولدك يزيد بن خالد . فقال : قد أصابه من هشام ظفر ، فخلى سبيله ، ثم طلب فهرب ، فكنا نراه عند أمير المؤمنين حتى استخلفه الله . فقال له الوليد : لكنك خلفته طلبا للفتنة . فقال خالد : قد علم أمير المؤمنين أنا أهل بيت طاعة أنا وأبي وجدي . فقال له الوليد :
لتأتيني بابنك أو لأزهقن نفسك ، فقال له خالد : هذا الذي تدور عليه ، وهو الذي تريد ؟
والله لو كان ابني تحت قدمي ما رفعتهما لك ، فاصنع ما بدا لك . فأمر الوليد غيلان صاحب حرسه بالبسط [1] عليه والأخذ له ، وقال له : أسمعني صوته ، فذهب به غيلان إلى رحله ، فعذبه بالسلاسل والحديد ، فلم يتكلم بكلمة ، فرجع غيلان إلى الوليد فقال له : والله لا أعذب إنسانا لا يتكلم . فقال له : كف عنه واحتبسه ، ففعل ، فقام يوسف بن عمر فقال : أنا أشتريه بخمسين ألف ألف ، فأرسل الوليد إلى خالد أن يوسف بن عمر قد سأل أن يشتريك بخمسين ألف ألف ، فإن ضمنتها لأمير المؤمنين ، وإلا دفعتك إليه . قال خالد : ما عهدنا العرب تباع ، فدفعه إلى يوسف بن عمر ، فنزع ثيابه ، وألبسه عباءة وألحفه [2] أخرى ، وحمله على محمل ليس تحته وطاء [3] ، فبسط [4] عليه وعذبه ، وخالد لا يكلمه بكلمة ، ثم ارتحل ، حتى إذا كان ببعض الطريق عذبه يوما ، ثم وضع المضرسة [5] على صدره ، فقتلة في الليل ، فدفن في الحيرة ، وذلك في المحرم سنة سبع وعشرين ومئة .



[1] البسط عليه : التسلط عليه وعمل بما يضره ويؤذيه
[2] ألحفه أخرى : جعل العباءة الأخرى ملحفة له كالشال الذي يوضع على الرقبة
[3] أركبه دابة بدون سرج ولا برذعة ولا شئ يفصل بين جسم الدابة وجسمه
[4] بسط عليه : تسلط عليه وعمل به ما يحلو له من الأذى
[5] المضرسة : بكسر الميم وسكون الضاد : حجر ثقيل أو آلة ثقيلة تكسر بها الحجارة وتهرس

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 2  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست