responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 2  صفحه : 110


دخول محمد بن علي على هشام قال : وذكروا أن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس دخل ، وهو شيخ كبير قد غشي بصره على هشام بن عبد الملك ، متوكئا على ولديه أبي العباس وأبي جعفر ، فسلم . ثم قال له هشام : ما حاجتك ؟ ولم يأذن له في الجلوس ، فذكر قرابته وحاجة به ، ثم استجداه . فقال هشام : ما هذا الذي بلغني عنكم يا بني العباس ، ثم يأتي أحدكم وهو يرى أنه أحق بما في أيدينا منا ، والله لا أعطيتك شيئا . فخرج محمد بن علي ، فقال هشام كالمستهزئ : إن هذا الشيخ ليرى أن الأمر سيكون لولديه هذين ، أو لأحدهما ، فرجع محمد نحوه فقال : أما والله إني أرى ذلك على رغم من رغم . فضحك هشام وقال : أغضبنا الشيخ ، ثم مضى محمد بن علي .
ولاية الوليد بن يزيد وفتن الدولة قال : وذكروا أن الوليد بن يزيد لما تولى الأمر بعد هشام ، أساء السيرة ، وانتحى على أهله وجماعة قريش ، وأحدث الأحداث العظيمة ، وسفك الدماء وأباح الحريم ، وكانت ولايته في سنة ست وعشرين ومئة . فلما استولى على الأمر بعث إلى أشراف الأجناد ، فقدموا عليه وقدم خالد فيمن قدم ، فلم يأذن لواحد منهم ، وكان مشتغلا بلهوه ولعبه ، ومرض خالد ، فاستؤذن له في الانصراف فأذن له ، فانصرف إلى دمشق ، فأقام بها شهرا . ثم كتب إليه الوليد : إن أمير المؤمنين قد علم الخمسين ألف ألف التي تعلم ، فأقدم بها على أمير المؤمنين مع رسوله ، فقد أمره أن لا يعجلك عن جهازك ، فبعث خالد إلى عدة من ثقاته ، فيهم عمارة بن أبي كلثوم ، فأقرأهم كتاب الوليد وقال : أشيروا علي برأيكم . فقالوا : إن الوليد ليس بمأمون ، فالرأي أن تدخل مدينة دمشق ، فتأخذ بيوت الأموال ، وتدعو إلى من أحببت ، والناس قومك ، ولن يختلف منا عليك اثنان . فقال لهم : وماذا ؟ قالوا : تأخذ بيوت الأموال ، وتجمع إليك قومك حتى تتوثق لنفسك . قال : وماذا ؟ قالوا : نتوارى .
فقال : أما قولكم أن أدعو إلى من أحببت ، فإني أكره أن تكون الفرقة على يدي ، وأما قولكم أن آخذ بيوت الأموال حتى أتوثق لنفسي ، فأنتم لا تأمنونني عليها ولا ذنب لي ، فكيف لي ترجون وفاء بما يعطيني . وقد فعلت ما فعلت ، وأما قولكم في التواري ، فوالله ما قنعت رأسي خوفا من أحد قط ، فالآن وقد بلغت من السن ما بلغت ؟ ولكني أمضي ، وأستعين بالله تعالى .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 2  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست