responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 2  صفحه : 109


فكان مما ألفنا بدءا من ذكر الدولة ، وما أخبرنا عن الهيثم بن عدي ، عن الرجال الذين حدثوه . قالوا : لما سلم الحسن بن علي الأمر إلى معاوية بن أبي سفيان ، قامت الشيعة من أهل المدينة ، وأهل مكة ، وأهل الكوفة ، واليمن ، وأهل البصرة ، وأرض خراسان ، في ستر وكتمان ، فاجتمعوا إلى محمد بن علي ، وهو محمد بن الحنفية ، فبايعوه على طلب الخلافة إن أمكنه ذلك ، وعرضوا عليه قبض زكاتهم ، لينفقوها يوم الوثوب على فرصته ، فيما يحتاج من النفقة على مجاهدته ، فقبلها ، وولى على شيعة كل بلد رجلا منهم ، وأمره باستدعاء من قبله منهم ، في سر وتوصية إليهم ، ألا يبوحوا بمكتومهم ، إلا لمن يوثق به ، حتى يرى للقيام موضعا . فأقام محمد بن الحنفية : إمام الشيعة قابضا لزكاتهم ، حتى مات . فلما حضرته الوفاة ، ولى عبد الله ابنه من بعده ، وأمره بطلب الخلافة إن وجد إلى ذلك سبيلا ، وأعلم الشيعة بتوليته إياه ، فأقام عبد الله بن محمد بن علي ، وهو أمير الشيعة ، فبلغ ذلك سليمان بن عبد الملك ، في أول خلافته ، أن الشيعة قد بايعت عبد الله بن محمد بن علي ، بعد أبيه ، فبعث إليه ، وقد أعد له في أفواه الطرق رجالا ، معهم أشربة مسمومة ، وأمرهم إذا خرج من عنده أن يعرضوا عليه الشراب . فلما دخل على سليمان ، أجلسه إلى جانبه . ثم قال له : بلغني أن الشيعة بايعتك على هذا الأمر ، فجحده عبد الله وقال : بلغك الباطل ، وما زال لنا أعداء يبلغون الأئمة قبلك عنا مثل ما بلغك ، ليغروهم بنا ، فيدفع الله عنا كيد من ناوأنا ، وأنا بما يلزمني من مؤنتي أشغل مني بطلب هذا الأمر ، ثم خرج من عنده في وقت شديد الحر ، فكان لا يمر بموضع إلا قام إليه الرجل بعد الرجل ، يقول له : هل لك في شربة سويق اللوز ، وسويق كذا وكذا يا بن بنت رسول الله ، ونفسه موجسة منهم ، فيقول : بارك الله لكم ، حتى إذا خرج إلى آخر الطريق ، خرج إليه رجل من خبائه ، وبيده عس [1] ، فقال له : هل لك في في شربة من لبن يا بن بنت رسول الله ؟ فوقع في نفسه أن اللبن مما لا يسم ، فشرب منه ثم مضى ، فلم ينشب أن وجد للسم حسا [2] ، فاستدل على الطريق إلى الحميمة [3] ، وبها جماعة آل عباس ، وقال لمن معه : إن مت ففي أهلي ، ثم توجه فنزل على محمد بن علي بن عبد الله بن عباس فأخبره الخبر ، وقال له : إليك الأمر ، والطلب للخلافة بعدي ، فولاه ، وأشهد له من الشيعة رجالا ، ثم مات . فأقام محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، ودعوة الشيعة له حتى مات ، فلما حضرته الوفاة ، ولى محمد بن إبراهيم الأمر ، فأقام وهو أمير الشيعة ، وصاحب الدعوة بعد أبيه .



[1] العس بضم العين : القدح العظيم مثل الكوز الكبير عندنا
[2] أي أحس بسريان السم في جسمه
[3] الحميمة : بضم الحاء وفتح الميم وسكون الياء بلدة صغيرة بالبلقاء بالشام

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 2  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست