responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 49


ليس بيني وبين قيس عتاب * غير طعن الكلى وضرب الرقاب فلما أتى عليا الكتاب ، ورأى ما فيه ، وما هو مشتمل عليه ، وكره ذلك ، وقام فأنى منزله فدخل عليه الحسن ابنه ، فقال له : أما والله كنت أمرتك فعصيتني ، فقال له علي :
وما أمرتني به فعصيتك فيه ؟ قال : أمرتك أن تركب رواحلك ، فتلحق بمكة المشرفة ، فلا تتهم به ، ولا تحل شيئا من أمره فعصيتني ، وأمرتك حين دعيت إلى البيعة أن لا تبسط يدك إلا على بيعة جماعة ، فعصيتني ، وأمرتك حين خالف عليك طلحة والزبير أن لا تكرههما على البيعة ، وتخلى بينهما وبين وجههما ، وتدع الناس يتشاورون عاما كاملا ، فوالله لو تشاوروا عاما ما زويت عنك ، ولا وجدوا منك بدا ، وأنا آمرك اليوم أن تقيلهما بيعتهما ، وترد إلى الناس أمرهم ، فإن رفضوك رفضتهم ، وإن قبلوك قبلتهم ، فإني والله قد رأيت الغدر في رؤوسهم ، وفي وجوههم النكث والكراهية . فقال له علي ، أنا إذا مثلك ، لا والله يا بني ، ولكن أقاتل بمن أطاعني من عصاني ، وأيم الله يا بني ما زلت مبغيا علي منذ هلك جدك ، فقال له الحسن : وأيم الله يا أبت ليظهرن عليك معاوية ، لأن الله تعالى قال ( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا ) فقال علي يا بني ، وما علينا من ظلمه ، والله ما ظلمناه ، ولا أمرنا ولا نصرنا عليه ، ولا كتبت فيه إلى أحد سوادا في بياض ، وإنك لتعلم أن أباك أبرأ الناس من دمه ومن أمره . فقال له الحسن : دع عنك هذا ، والله إني لا أظن ، بل لا أشك أن ما بالمدينة عاتق [1] ولا عذراء ولا صبي إلا وعليه كفل من دمه . فقال : يا بني إنك لتعلم أن أباك قد رد الناس عنه مرارا أهل الكوفة وغيرهم ، وقد أرسلتكما جميعا بسيفيكما لتنصراه وتموتا دونه ، فنهاكما عن القتال ، ونهى أهل الدار أجمعين . وأيم الله لو أمرني بالقتال لقاتلت دونه ، أو أموت بين يديه . قال الحسن ، دع عنك هذا ، حتى يحكم الله بين عباده يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون .
قال : ثم دخل المغيرة بن شعبة ، فقال له علي : هل لك يا مغيرة في الله ؟ قال : فأين هو يا أمير المؤمنين ؟ قال : تأخذ سيفك ، فتدخل معنا في هذا الأمر ، فتدرك من سبقك ، وتسبق من معك ، فإني أرى أمورا لا بد للسيوف أن تشحذ لها ، وتقطف الرؤوس بها ، فقال المغيرة :
إني والله يا أمير المؤمنين ما رأيت عثمان مصيبا ، ولا قتله صوابا ، وإنها لظلمة تتلوها ظلمات ، فأريد يا أمير المؤمنين - إن أذنت لي - أن أضع سيفي وأنام في بيتي حتى تنجلي الظلمة ويطلع قمرها ، فنسري مبصرين ، نقفو آثار المهتدين ، ونتقي سبيل الجائرين . قال علي :



[1] العاتق : المرأة في منتصف عمرها ، والعذراء البكر التي لم تتزوج .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست