responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 48


ثم لبث أياما ، فطلع عليه راكب آخر ، فقال له عمرو : ما الخبر ؟ قال : قتل عثمان . قال :
فما فعل الناس ؟ فقال : بايعوا عليا . قال : فما فعل علي في قتلة عثمان ؟ قال : دخل عليه الوليد ابن عقبة فسأله عن قتله ، فقال : ما أمرت ولا نهيت ، ولا سرني ولا ساءني . قال : فما فعل بقتلة عثمان ! فقال : آوى ولم يرض ، وقد قال له مروان : إن لا تكن أمرت فقد توليت الأمر ، وإلا تكن قتلت فقد أويت القاتلين ، فقال عمرو بن العاص : خلط والله أبو الحسن ، قال : ثم كتب عمرو بن العاص إلى سعد بن أبي وقاص يسأله عن قتل عثمان : ومن قتله :
ومن تولى كبره ؟ فكتب إليه سعد : إنك سألتني من قتل عثمان ؟ وإني أخبرك أنه قتل بسيف سلته عائشة ، وصقله طلحة ، وسمه ابن أبي طالب ، وسكت الزبير وأشار بيده ، وأمسكنا نحن ، ولو شئنا دفعنا عنه ، ولكن عثمان غير وتغير ، وأحسن وأساء ، فإن كنا أحسنا فقد أحسنا ، وإن كنا أسأنا فنستغفر الله ، وأخبرك أن الزبير مغلوب بغلبة أهله وبطلبه بذنبه ، وطلحة لو يجد أن يشق بطنه من حب الإمارة لشقه . قال : وكان ابن عباس غائبا بمكة المشرفة :
فأقبل إلى المدينة وقد بايع الناس عليا . قال ابن عباس : فوجدت عنده المغيرة بن شعبة ، فجلست حتى خرج ، ثم دخلت عليه ، فسألني وساءلته : ثم قلت له : ما قال لك الخارج من عندك آنفا ؟ قال : قال لي قبل هذه الدخلة ، أرسل إلى عبد الله بن عامر بعهده على البصرة ، وإلى معاوية بعهده على الشام ، فإنك تهدئ عليك البلاد ، وتسكن عليك الناس . ثم أتاني الآن ، فقال لي : إني كنت أشرت عليك برأي لم أتعقبه ، فلم أر ذلك رأيا ، وإني أرى أن تنبذ إليهما العداوة ، فقد كفاك الله عثمان ، وهما أهون موتة منه . فقال له ابن عباس :
أما المرة الأولى فقد نصحك فيها ، وأما الثانية فقد غشك فيها ، قال : فإني قد وليتك الشام فسر إليها ، قال : قلت : ليس هذا برأي ، أترى معاوية وهو ابن عم عثمان مخليا بيني وبين عمله ، ولست آمن إن ظفر بي أن يقتلني بعثمان ، وأدنى ما هو صانع أن يحبسني ويحكم علي ، ولكن اكتب إلى معاوية ، فمنه وعده ، فإن استقام لك الأمر فابعثني ، قال : ثم أرسل بالبيعة إلى الآفاق ، وإلى جميع الأمصار ! فجاءته البيعة من كل مكان إلا الشام ، فإنه لم يأته منها بيعة .
فأرسل إلى المغيرة بن شعبة ، فقال له : سر إلى الشام فقد وليتكها . قال : تبعثني إلى معاوية وقد قتل ابن عمه ، ثم آتيه واليا ، فيظن أني من قتلة ابن عمه ؟ ولكن إن شئت ابعث إليه بعهده ، فإنه بالحري إذا بعثت له بعهده أن يسمع ويطيع . فكتب علي إلى معاوية : أما بعد فقد وليتك ما قبلك من الأمر والمال : فبايع من قبلك ، ثم اقدم إلي في ألف رجل من أهل الشام . فلما أتى معاوية كتاب علي دعا بطومار فكتب فيه :
من معاوية إلى علي ، أما بعد ، فإنه :

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست