responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 26


قال : فعمل عمر عشر سنين بعد أبي بكر ، فوالله ما فارق الدنيا حتى أحب ولايته من كرهها . لقد كانت إمارته فتحا ، وإسلامه عزا ونصرا ، اتبع في عمله سنة صاحبيه وآثارهما ، كما يتبع الفصيل أثر أمه ، ثم اختار الله له ما عنده .
قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال عمرو بن ميمون : شهدت عمر بن الخطاب يوم طعن ، فما منعني أن أكون في الصف الأول إلا هيبته ، فكنت في الصف الذي يليه ، وكان عمر لا يكبر حتى يستقبل الصف المتقدم بوجهه ، فإن رأى رجلا متقدما من الصف أو متأخرا ضربه بالدرة ، فذلك الذي منعني من التقدم . قال : فأقبل لصلاة الصبح ، وكان يغلس بها [1] ، فعرض له أبو لؤلؤة غلام المغيرة ابن شعبة ، فطعنه ثلاث طعنات ، فسمعت عمر وهو يقول : دونكم الكلب ، فإنه قد قتلني ، وماج الناس ، فجرح ثلاثة عشر رجلا ، وصاح بعضهم ببعض : دونكم الكلب ، فشد عليه رجل من خلفه ، فاحتضنه ، وماج الناس ، فقال قائل : الصلاة عباد الله ، طلعت الشمس .
فدفعت عبد الرحمن بن عوف ، فصلى بأقصر سورتين في القرآن ، واحتمل عمر ، ومات من الذين جرحوا ستة أو سبعة ، وجرى الناس إلى عمر ، فقال : يا ابن عباس ، اخرج فناد في الناس أعن ملأ ورضى منهم كان هذا ؟ فخرج فنادى ، فقالوا : معاذ الله ، ما علمنا ولا اطلعنا ، قال : فأتاه الطبيب فقال : أي الشراب أحب إليك ؟ قال : النبيذ فسقوه نبيذا ، فخرج من بعض طعناته . فقال الناس : صديد ، أسقوه لبنا ، فخرج اللبن ، فقال الطبيب : لا أرى أن تمسي ، فما كنت فاعلا فافعل ، فقال لابنه عبد الله : ناولني الكتف [2] ، فلو أراد الله أن يمضي ما فيه أمضاه ، فمحاها بيده ، وكان فيها فريضة الجد . ثم دخل عليه كعب الأحبار ، فقال : يا أمير المؤمنين ، الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ، قد كنت أنبأتك أنك شهيد ، قال : ومن أين لي بالشهادة وأنا بجزيرة العرب ؟ ثم جعل الناس يثنون عليه ، ويذكرون فضله . فقال : إن من غررتموه لمغرور ، إني والله وددت أن أخرج منها كفافا [3] كما دخلت فيها ، والله لو كان لي اليوم ما طلعت عليه الشمس لافتديت به من هول المطلع ، فقالوا : يا أمير المؤمنين لا بأس عليك ، فقال : إن



[1] يغلس بها : يصليها مبكرا وفي وقت الغلس وهو آخر ظلمة الليل .
[2] الكتف : عظم الكنف وكانوا يكتبون على العظام والجريد .
[3] الكفاف : بفتح الكاف المثل : أي أن أخرج منها كفافا كما دخلت فيها لا على ولا لي .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست