responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 27


يكن القتل بأسا ، فقد قتلني أبو لؤلؤة ، قالوا : فإن يكن ذلك فجزاك الله عنا خيرا . فقال :
لا أراكم تغبطونني بها ، فوالذي نفس عمر بيده ما أدري علام أهجم [1] ، ولوددت أني نجوت منها كفافا لا لي ولا علي ، فيكون خيرها بشرها ، ويسلم لي ما كان قبلها من الخير . ودخل علي بن أبي طالب فقال : يا علي ، أعن ملأ منكم ورضى كان هذا ؟ فقال علي : ما كان عن ملأ منا ولا رضي ، ولوددنا أن الله زاد من أعمارنا في عمرك . قال : وكان رأسه في حجر ابنه عبد الله ، فقال له : ضع خدي بالأرض ، فلم يفعل ، فلحظه وقال : ضع خدي بالأرض لا أم لك ، فوضع خده بالأرض ، فقال : الويل لعمر ولأم عمر إن لم يغفر الله لعمر ، ثم دعا عبد الله بن عباس وكان يحبه ويدنيه ويسمع منه ، فقال له : يا ابن عباس ، إني لأظن أن لي ذنبا ، ولكن أحب أن تعلم لي أعن ملأ منهم ورضي كان هذا ؟ فخرج ابن عباس ، فجعل لا يرى ملأ من الناس إلا وهم يبكون ، كأنما فقدوا اليوم أنصارهم ، فرجع إليه فأخبره بما رأى . قال : فمن قتلني ؟ قال : أبو لؤلؤة المجوسي غلام المغيرة بن شعبة . قال عبد الله : فرأيت البشر في وجهه ، فقال : الحمد لله الذي لم يقتلني رجل يحاجني بلا إله إلا الله يوم القيامة . ثم قال : يا عبد الله ، ألا لو أن لي ما طلعت عليه الشمس وما غربت لافتديت به من هول المطلع ، وما ذاك والحمد لله أن أكون رأيت إلا خيرا ، فقال له ابن عباس : فإن يك ذاك يا أمير المؤمنين ، فجزاك الله عنا خيرا ، أليس قد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعز الله بك الدين والمسلمون محبسون بمكة ؟ فلما أسلمت كان إسلامك عزا أعز الله به الإسلام ، وظهر النبي وأصحابه ، ثم هاجرت إلى المدينة ، فكانت هجرتك فتحا ، ثم لم تغب عن مشهد شهده رسول الله من قتال المشركين ، وقال فيك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كذا وكذا ، ثم قبض رسول الله وهو عنك راض ، ثم ارتد الناس بعد رسول الله عن الإسلام ، فوازرت الخليفة على منهاج رسول الله ، وضربتم من أدبر بمن أقبل ، حتى دخل الناس في الإسلام طوعا وكرها ، ثم قبض الخليفة وهو عنك راض ، ثم وليت بخير على ما يلي أحد من الناس . مصر الله بك الأمصار ، وجبى بك الأموال ، ونفى بك العدو ، وأدخل الله على أهل كل بيت من المسلمين توسعة في دينهم ، وتوسعة في أرزاقهم ، ثم ختم الله لك بالشهادة ، فهنيئا لك ، فصب الله الثناء عليك صبا ، فقال : أتشهد لي بهذا يا عبد الله عند الله يوم القيامة ؟
قال نعم ، فقال عمر : اللهم لك الحمد .



[1] أي علام أنا مقبل عليه من الآخرة .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست