responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 164


يأهل الشام إن هؤلاء النفر دعاهم أمير المؤمنين ، فوجدهم واصلين مطيعين ، وقد بايعوا وسلموا قال ذلك : والقوم سكوت ولم يتكلموا شيئا حذر القتل ، فوثب أناس من أهل الشام فقالوا :
يا أمير المؤمنين إن كان رابك منهم ريب ، فخل بيننا وبينهم ، حتى نضرب أعناقهم . فقال معاوية : سبحان الله ! ما أحل دماء قريش عندكم يا أهل الشام . لا أسمع لهم ذاكرا بسوء ، فإنهم قد بايعوا وسلموا ، وارتضوني فرضيت عنهم ، رضي الله عنهم .
ثم ارتحل معاوية راجعا إلى مكة ، وقد أعطى الناس أعطياتهم ، وأجزل العطاء ، وأخرج إلى كل قبيلة جوائزها وأعطياتها ، ولم يخرج لبني هاشم جائزة ولا عطاء . فخرج عبد الله ابن عباس في أثره حتى لحقه بالروحاء ، فجلس ببابه ، فجعل معاوية يقول : من بالباب ؟ فيقال :
عبد الله بن عباس ؟ فلم يأذن لأحد . فلما استيقظ قال : من بالباب ؟ فقيل : عبد الله بن عباس ، فدعا بدابته ، فأدخلت إليه ، ثم خرج راكبا ، فوثب إليه عبد الله بن عباس ، فأخذ بلجام البغلة ، ثم قال : أين تذهب ؟ قال : إلى مكة ، قال : فأين جوائزنا كما أجزت غيرنا ، فأومأ إليه معاوية ، فقال : والله مالكم عندي جائزة ولا عطاء حتى يبايع صاحبكم . قال ابن عباس : فقد أبى ابن الزبير فأخرجت جائزة بني أسد ، وأبى عبد الله بن عمر ، فأخرجت جائزة بني عدي ، فما لنا إن أبى صاحبنا ، وقد أبى صاحب غيرنا ؟ فقال معاوية : لستم كغيركم ، لا والله لا أعطيكم درهما حتى يبايع صاحبكم . فقال ابن عباس : أما والله لئن لم تفعل لألحقن بساحل من سواحل الشام ، ثم لأقولن ما تعلم ، والله لا تركنهم عليك خوارج . فقال معاوية . لا ، بل أعطيكم جوائزكم ، فبعث بها من الروحاء ومضى راجعا إلى الشام ، فلم يلبث إلا قليلا ، حتى توفي عبد الرحمن بن أبي بكر في نومة نامها رحمه الله .
ما قال سعيد بن عثمان بن عفان لمعاوية قال : فلما قدم معاوية الشام ، أتاه سعيد بن عثمان بن عفان ، وكان شيطان قريش ولسانها . قال : يا أمير المؤمنين علام تبايع ليزيد وتتركني ؟ فوالله لتعلم أن أبي خير من أبيه ، وأمي خير من أمه ، وأنا خير منه ، وأنك إنما نلت ما أنت فيه بأبي ، فضحك معاوية وقال :
يا بن أخي أما قولك : إن أباك خير من أبيه ، فيوم من عثمان خير من معاوية ، وأما قولك : إن أمك خير من أمه ، ففضل قريشة على كلبية فضل بين ، وأما أن أكون نلت ما أنا فيه بأبيك ، فإنما هو الملك يؤتيه الله من يشاء ، قتل أبوك رحمه الله ، فتواكلته بنو العاصي [1] ، وقامت فيه بنو حرب ، فنحن أعظم بذلك منة عليك ، وأما أن تكون خيرا من يزيد ، فوالله ما أحب أن داري مملوءة رجالا مثلك بيزيد ، ولكن دعني من هذا القول ، وسلني أعطك . فقال



[1] تواكلته بنو العاص : تركت القصاص من قتله .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست