فصل فى بيان معنى آخر يطلق عليه لفظ المجاز على سبيل الاشتراك او التشابه
(و قد يطلق المجاز على كلمة تغيّر حكم اعرابها) اى حكمها الذى هو الاعراب على ان الاضافة للبيان اى تغيّر اعرابها من نوع الى نوع آخر (بحذف لفظ او زيادة لفظ) فالاول (كقوله تعالى و جاء ربك، و قوله تعالى و اسئل القرية و) الثانى مثل (قوله تعالى ليس كمثله شىء اى) جاء (امر ربك) لاستحالة المجىء على اللّه تعالى (و) اسئل (اهل القرية) للقطع.
بان المقصود ههنا سؤال اهل القرية و ان جعلت القرية مجازا عن اهلها لم يكن من هذا القبيل (و ليس مثله شىء) لان المقصود نفى ان يكون شىء مثل اللّه تعالى لا نفى ان يكون شىء مثل مثله فالحكم الاصلى لربك و القرية هو الجر.
و قد تغيّر فى الاول الى الرفع و فى الثانى الى النصب بسبب حذف المضاف و الحكم الاصلى فى مثله هو النصب لانه خبر ليس و قد تغير الى الجر بسبب زيادة الكاف فكما وصفت الكلمة بالمجاز باعتبار نقلها عن معناها الاصلى كذلك وصفت به باعتبار نقلها عن اعرابها الاصلى.
و ظاهر عبارة المفتاح ان الموصوف بهذا النوع من المجاز هو نفس الاعراب.
و ما ذكره المصنف اقرب، و القول بزيادة الكاف فى نحو قوله تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ اخذ بالظاهر و يحتمل ان لا تكون زائدة بل تكون نفيا للمثل بطريق الكناية التى هى ابلغ لان اللّه تعالى موجود فاذا نفى مثل مثله لزم نفى مثله ضرورة انه لو كان له مثل لكان هو اعنى اللّه تعالى مثل مثله فلم يصح نفى مثل مثله كما تقول ليس لاخى زيد اخ اى ليس لزيد اخ نفيا للملزوم بنفى لازمه و اللّه اعلم.