ومنه قولهم: (اجتمع العدوي والتيمي) يريد عمر وأبا بكر. وعدي بن حاتم معروف، نقل أنه قدم إلى النبي صلى الله عليه وآله فأكرمه وأدخله بيته ولم يكن عنده في البيت غير خصفة ووسادة أدم فطرحها له [1]. و (عدا) حرف يستثنى به مع (ما) وبغيرها، تقول: جاءني القوم ما عدا زيدا وجاؤني عدا زيدا تنصب ما بعدها بها والفاعل مضمر فيها - قاله الجوهري. وفي حديث علي مع الزبير وقد بعث يلتمس منه أن يبايعه بعد نكثه البيعة الاولى حيث قال: فقل له: يقول لك ابن خالك: (عرفتني بالحجاز وأنكرتني بالعراق فما عدا مما بدا) [2] قيل: هو أول من سمع منه هذه اللفظة - أعني فما عدا مما بدا - وهو مثل لمن يفعل فعلا باختياره ثم يرجع عنه وينكره، والمعنى فما جاوز بك عن بيعتي مما بدا وظهر لك من الامور. وقيل: المعنى فما صرفك ومنعك عما كان بدا منك من طاعتي وبيعتي والعادي: القديم. والبئر العادية: القديمة كأنها نسبة إلى عاد قوم هود، وكل قديم ينسبونه إلى عاد وإن لم يدركهم. واستعديت الامير فأعداني: أي طلبت منه النصرة فأعانني ونصرني، والاسم (العدوي) بالفتح، ولك أن تقول: (استغثت به فأغاثني) ومنه الحديث: (جاءت امرأة استعدت على أعرابي) أي ذهبت به إلى القاضي للاستعداء أعني طلب التقوية والنصرة. وفي حديث سليمان: (أتته امرأة مستعدية على الريح) أي تطلب نصرته [1] كان نصرانيا أسلم سنة 9 أو 10 ه، وكان جوادا شريفا في قومه معظما عندهم وعند غيرهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يكرمه إذا دخل عليه تنقيح المقال ج 2 ص 250، وانظر خبر طرح النبي له الوسادة في الكافي 2 / 659. [2] نهج البلاغة ج 1 ص 73. (*)