ولنذكر أحكام
هاء السكت ، وإن كان المصنف ذكر بعضها في التصريف ، وحرف [٢] التذكير ، والإنكار ؛ وشين الكشكشة وسين الكسكسة ؛
أمّا هاء السكت
، فهي هاء تزاد في آخر الكلمة الموقوف عليها في موضعين : أحدهما : إذا كان آخرها
ألفا ، والكلمة حرف أو اسم عريق البناء ، نحو : لا ، وذا ، وهنا ؛ وذلك لأن الألف
حرف خفي ، إذا جئت بعدها بحرف آخر ، وذلك في الوصل ، تبيّن النطق بها ، وإذا لم
تأت بعدها بشيء ، وذلك في الوقف ، خفيت ، حتى ظنّ أن آخر الكلمة مفتوح ،
فلذا وصلت بحرف
، ليبيّن جوهرها ؛ واختاروا أن يكون ذلك الحرف هاء ، لمناسبتها بخفائها حرف اللين
، فإذا جاءت ساكنة بعد الألف ، فلا بدّ من تمكّن مدّ الألف ، ليقوم ذلك مقام
الحركة فيمكن الجمع بين ساكنين ؛ فتبين الألف بذلك التمكين والمدّ ؛
وأمّا في
الأسماء المتمكنة ، نحو : أفعى وحبلى ، أو العارضة البناء نحو : لا فتى ، فلا تزيد
هاء السكت ، إمّا لخوف التباس هاء السكت بهاء الضمير المضاف إليه ، فإن
[١] استطرد الشارح
إلى ذكر هذه الأمور ، بعد أن ختم شرحه على الكافية ؛ وهي من مباحث الصرف ، وقد
أشار في كثير من المواضع في شرحه هذا إلى ما يدل على اعتزامه شرح الشافية في
التصريف لابن الحاجب. وقد وفى بوعده ، رحمه
الله. وشرحها شرحا عظيما لا يقل فائدة عن هذا الشرح ؛