وأمّا حذف
النون التي هي علامة الرفع في الأمثلة الخمسة فلأنّ الفعل صار مبنيا عند الجمهور ،
وعند غيرهم لاجتماع النونات ؛
قوله : «ولا
تدخلهما الخفيفة» ، أي لا تدخل الخفيفة المثنى ، وجمع المؤنث ، لأنه يلزم التقاء
الساكنين على غير حدّه [١] ، وأمّا مع المثقلة فلأن النون المذغمة ، وإن كانت
ساكنة ، فهي كالمتحركة ، لأنه يرتفع اللسان بها ، وبالمتحركة ارتفاعه واحدة ، فهما
كحرف واحد متحرك ؛
ولا يجوز ، عند
سيبويه [٢] ، أيضا ، إلحاقها في نحو : اضرباني ، بنون الوقاية
واضربان ، نعمان ، وإن كان يزول التقاء الساكنين الممنوع بالإدغام في نون الوقاية
ونون نعمان ، لأن النونين المدغم فيهما ليستا بلازمتين ؛
وأمّا يونس
والكوفيون ، فجوّزوا إلحاق الخفيفة بالمثنى وجمع المؤنث ، فبعد ذلك ، إمّا أن تبقى
النون عندهم ساكنة ، وهو المروي عن يونس ، لأن الألف قبلها ، كالحركة لما فيها من
المدّة ، كقراءة نافع [٣] : (وَمَحْيايَ)[٤] أو قراءة أبي عمرو [٥] : (وَاللَّائِي)[٦] وقولهم : التقت حلقتا البطان [٧] ؛ ولا شك أن كل واحد [٨] في مقام الشذوذ [٩] ، فلا يجوز القياس عليه ؛
[١] حده هو أن يكون الساكنان
في كلمة واحدة وأولهما مدة ؛
[٢] كل ما يتصل بنوني
التوكيد في سيبويه ج ٢ ص ١٤٩ وما بعدها وفيه كثير مما أورده الرضي هنا بلفظه ؛
[٣] نافع أحد القراء
السبعة وهو من قراء المدينة ، وتقدم له ذكر في هذا الشرح ؛