ما لم تلقني ومعناهما الاستقبال ، كما مرّ في باب الماضي ، ويقل كونها فعلا
مضارعا ؛
وصلة «ما»
المصدرية ، لا تكون ، عند سيبويه ، إلا فعلية ، وجوّز غيره أن تكون اسمية ، أيضا ،
وهو الحقّ ، وإن كان ذلك قليلا ، كما في نهج البلاغة : «بقوا في الدنيا ، ما
الدنيا باقية» ؛ وقال الشاعر :
وأجاز ابن جني
، كون صلتها جارّا ومجرورا ، فيجوز على مذهبه : ما خلا زيد وما عدا زيد ، بالجر ، و
«ما» مصدرية ؛
وأمّا «أن»
المصدرية ، فلا تدخل إلا على الفعل المتصرف ، وهو إمّا ماض ، كقوله تعالى : (لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا)[٢] ، أو مضارع ، ولها فيه خاصة ، تأثيران آخران : نصبه
وتخصيصه بالاستقبال ؛ أو ، أمر أو نهي ، على مذهب سيبويه ، كما مرّ ؛
وأمّا «أنّ»
المشدّدة ، فتوصل بمعموليها إذا كانت عاملة ، وإذا كفّت ، فبالجملة الاسمية أو
الفعلية ؛
ومن الحروف
المصدرية «كي» ، إذا دخلتها لام التعليل ؛ ، نحو : لكي تخرج ، وهي بمعنى «أن»
وتختص بالمضارع ، وقد ذكرنا الخلاف فيها ، في نواصب الفعل المضارع [٤] ، فمن حتم كونها حرف جرّ ، لم يجعلها في مثالنا مصدرية
، بل قدّر «أن» بعدها ؛
[١] أمّ الوليد تصغير
وليد ، ورواه بعضهم بدون تصغير وهو بالتصغير أقوى في وزن البيت والثغام نبت تبرز
منه خيوط طوال دقاق ، والمخلس الذي اختلط بياضه بالسواد ، فإذا صار أبيض كله ، قيل
ممحل فيكون أشبه بالشيب والبيت للمرّار الفقعسيّ ؛