وقد جاءت «أما»
بمعنى «حقّا» فتفتح «أنّ» بعدها كما مرّ في باب «انّ» ، وأمّا «أما» و «ألا» للعرض
، فهما حرفان يختصان بالفعل ولا شك في كونهما ، إذن ، مركبين من همزة الإنكار وحرف
النفي ، وليستا كحرفي الاستفتاح ، لأنهما بعد التركيب تدخلان على الجملتين :
الاسمية والفعلية بلا خلاف ، واللتان للعرض تختصان بالفعلية على الصحيح ، كما قال الأندلسيّ
؛
وأجاز المصنف
دخولهما على الاسمية أيضا ، كما مرّ في باب «لا» التبرئة ؛
وأمّا «ها»
فتدخل ، من جميع المفردات ، على أسماء الإشارة كثيرا ، لما ذكرنا في بابها ؛ ويفصل
كثيرا ، بين أسماء الإشارة وبينها ، إمّا بالقسم نحو : ها الله ذا ، وقوله :
ومذهب الخليل [٥] أن «ها» المقدمة في جميع ذلك ، كانت متصلة باسم الإشارة
؛ أي كان القياس : الله هذا ، ولعمرك هذا قسما ، وانتم هؤلاء ، وإن هاتا عذرة ؛
والدليل على أنه فصل حرف التنبيه عن اسم الإشارة ما حكى أبو الخطاب [٦] عمّن يوثق به : هذا
[١] تقدم ذكره في باب
اسم الإشارة ، آخر الجزء الثاني ؛