وذلك ان اسم «كأنّ»
مشبّه ، وخبره مشبّه به ، فهما مفعولان لشبّهت : الأوّل مفعول بلا جارّ ، والثاني
مفعول بحرف جرّ ؛
وليس ما قالوا
بمشهور ، وقد ردّ على هذا الشاعر وقت إنشاده هذا البيت ، وقال الممدوح [٢] : الصواب : تحسب أذنيه إذا تشوّفا قادمة .. ؛
فنقول : انّ «ليت»
متضمنة معنى الفعل ، بخلاف أفعال القلوب ، فإنها أفعال صريحة ، فلا تصل بهذا
التضمين الضعيف مرتبة نصب الجزأين ، بدلالة كون مضمونها مفعول فعل تضمّنه «ليت» ؛
فأنّ ، مع
اسمها وخبرها مغنية عن المعمولين ، لا أنها مفعول تمنيت ؛
وينبغي ، على
ما ذهب إليه الأخفش في نحو : علمت أنّ زيدا قائم ، من تقدير المفعول الثاني : أن
يقدّر ، أيضا ، ههنا ، خبر «ليت» ، والاعتراض كالاعتراض ؛
وأجاز الأخفش
قياس «لعلّ» ، في مجيء «أنّ» المفتوحة بعدها على : «ليت» ، نحو : لعلّ أن زيدا
قائم ؛ ولم يثبت ؛
[١] من رجز منسوب إلى
العماني ، محمد بن ذؤيب ، ونسبه بعضهم إلى أبي نخيلة السعدي والصواب أنه لمحمد بن
ذؤيب العماني نسبة إلى عمان بضم العين وتخفيف الميم ؛
[٢] الممدوح هو
الرشيد العباسي ، قالوا : ان الحاضرين أدركوا أنه أخطأ ولم يصلحه إلا الرشيد ؛
[٣]رواه ابن السكيت
في إصلاح المنطق ، وسبيع بصيغة التصغير اسم رجل ، والأجمّ الكبش الذي لا قرون له. ويختارونه لحمل خرج الراعي حتى لا يشتغل
بالنطاح. والراعي يضع خرجه فوق ظهره فيسمونه الكراز أي حامل الكرز ؛