ومذهب البصريين
: عمل الحروف في المبتدأ والخبر معا ، لطلبها لهما معا ؛
ويجوز ، عند
الفراء ، نصب الجزأين بليت ، نحو : ليت زيدا قائما ، لأنه بمعنى : تمنيت ، ومفعوله
: مضمون الخبر مضافا إلى الاسم ، أي : تمنيت قيام زيد ، فنصبت الجزأين ، كما ذكرنا
في علة نصب أفعال القلوب لهما ؛ ومن ثمّ جاز : ليت أن زيدا قائم ، كما جاز : علمت
أنّ زيدا قائم ؛ فهي ، عنده ، كأفعال القلوب في العمل ، سواء [٢] ؛
والبصريون
يحملون «رواجعا» على الحالية ، وعامله : خبر «ليت» المحذوف ، أي : يا ليت أيام
الصبا لنا ، رواجع ؛
والكسائي ،
يقدر «كان» ، أي : يا ليت أيام الصبا كانت رواجع ؛ وهو ضعيف ، لأن «كان» و «يكون»
، لا يضمران إلا فيما اشتهر استعمالهما فيه ، فتكون الشهرة دليلا عليهما ، كما في
قولهم : إن خيرا فخير [٤] ؛
ويجوز عند بعض
أصحاب الفراء : نصب الجزأين بالخمسة الباقية ، أيضا ، كما رووا عنه عليه الصلاة
والسّلام : «إنّ قعر جهنم لسبعين خريفا» ، وأنشدوا :
[١] أي : النافية
للجنس وبينا وجه هذه التسمية في بابها ؛