فقال قطرب [١] وأبو علي ؛ معناها التعليل ، فمعنى : (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ)[٢] ، أي : لتفلحوا [٣] ؛
ولا يستقيم ذلك
في قوله تعالى : (وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ
السَّاعَةَ قَرِيبٌ)[٤] ، إذ لا معنى فيه للتعليل ؛
وقال بعضهم :
هي لتحقيق مضمون الجملة التي بعدها ؛ ولا يطّرد ذلك في قوله تعالى : (.. لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى)[٥] ، إذ لم يحصل من فرعون تذكّر ؛
وأمّا قوله
تعالى : (آمَنْتُ أَنَّهُ لا
إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ)[٦] ، فتوبة يأس لا معنى تحتها ، ولو كان تذكّرا حقيقيا
لقبل منه ؛
والحق ما قاله
سيبويه ، وهو أن الرجاء أو الإشفاق ، يتعلق بالمخاطبين ، وإنما ذلك لأن الأصل ألّا
تخرج الكلمة عن معناها بالكلية ؛ فلعلّ ، منه تعالى : حمل لنا على أن نرجو أو نشفق
، كما أنّ «أو» المفيدة للشك ، إذا وقعت في كلامه تعالى ، كانت للتشكيك أو الإبهام
، لا للشك ؛ تعالى الله عنه ؛
وقيل : انّ
لعلّ ، تجيء للاستفهام ، تقول : لعلّ زيدا قائم ، أي هل هو كذلك ؛
وأخبار هذه
الحروف ، عند الكوفيين ، مرتفعة بما ارتفعت به في حال الابتداء ،
[٣] في النسخة
المطبوعة : لترحموا ، وهو مترتب على أنه ذكر آخر الآية لعلكم ترحمون ، وفي القرآن
كثير من نحو لعلكم ترحمون ، ولعلكم تتقون ، ولكن لم يرد بعد : وافعلوا الخير ، الا
: لعلكم تفلحون ، فتصحيح ما بعد أي : تابع لتصحيح الآية ؛